6 اتجاهات تقنية متطورة ستحدّد مستقبل صناعة السيارات

6 اتجاهات تقنية متطورة ستحدّد مستقبل صناعة السيارات

يعتبر قطاع صناعة السيارات أحد المجالات متعددة التخصصات التي يمكن أن تشهد التأثير الأكبر من التقدم التقني في العالم؛ التطورات التي ستجعل سيارات المستقبل أكثر تواصلاً واستدامة.
رمز الخبر : 4917

ووفقا لوكالة آنا للعلوم والتكنولوجيا، بهدف الحفاظ على وجودها وحضورها في الأسواق، يجب على شركات تصنيع السيارات أن تتحسن بشكل جدي في مجال البرمجيات، لأن العمل القائم على التقنيات المتقدمة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في صناعة السيارات.

ونستعرض فيما يلي ستة اتجاهات تكنولوجية ستغير السيارات في المستقبل القريب.

* المجال الكهربائي

اكتسبت كهربة السيارات زخما كبيرا في السنوات الأخيرة وستكون بلا شك أحد أهم الاتجاهات في صناعة السيارات. كل يوم، يستثمر المزيد من مصنعي السيارات في تطوير السيارات الكهربائية لتلبية الطلب المتزايد على حلول النقل الصديقة للبيئة.

وتخطط جنرال موتورز وفولفو وجاكوار لاند روفر وأستون مارتن، من بين شركات أخرى، للتحول إلى السيارات الكهربائية بالكامل في المستقبل المنظور. وبحلول نهاية عام 2023، استثمرت فولكس فاجن أكثر من 32.2 مليار دولار في الإطلاق المخطط لنحو 70 طرازًا كهربائيا على مدى السنوات العشر المقبلة.

لابد من تبدل وتحول الأجواء في شركات تصنيع السيارات والعمل على استقطاب تقنيات الدفع الجديدة إلى السوق، بحيث بحلول عام 2030 من المفترض أن يكون هناك 116 مليون سيارة كهربائية في جميع أنحاء العالم، أي بزيادة قدرها عشرة أضعاف مقارنة بعام 2020.

* القيادة الأوتوماتيكية

تعمل الكثير من شركات صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا بكثافة على تطوير السيارات ذاتية القيادة (الأتوماتيكية). وتقوم الحكومة الألمانية حاليا بتمويل أكثر من عشرة مشاريع لاختبار القيادة الذاتية، بينما في الولايات المتحدة، تقوم أكثر من 80 شركة باختبار ما مجموعه 1400 سيارة ذاتية القيادة. وفي بكين، أطلقت شركتا Pony.ai وBaidu سيارات أجرة ذاتية القيادة.

ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، ستشكل السيارات ذاتية القيادة عُشر حركة المرور على الطرق. وباستخدام أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ستتمكن السيارات ذاتية القيادة من إدارة المواقف المرورية المعقدة بشكل مستقل.

* الواقع المعزز (VR / AR / MR)

في هذه الأيام، يستخدم مصنعو السيارات بشكل متزايد الواقع الافتراضي (VR)، والواقع المعزز (AR)، والواقع المختلط (MR)، والمعروفين مجتمعين باسم الواقع المعزز (XR). وهذا يعني أن الباحثين والمصممين يمكنهم تصميم نماذجهم الأولية من أي مكان في العالم. وهذا يوفر المواد والوقت والمال. يمكن أن يكلف النموذج الأولي الحقيقي أكثر من 525 ألف دولار ويستغرق عدة أسابيع للبناء، مما يؤدي إلى تصميم بالكاد يسمح بأي تغييرات.

باستخدام النموذج الرقمي، يمكن تغيير التفاصيل بسرعة في غضون أيام قليلة دون تكبد تكاليف إضافية. واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال هي "مرسيدس بنز".

*الاتصالات

عن طريق وصل السيارات بالإنترنت، يمكن للسيارات التواصل مع محيطها. ونتيجة لذلك، يتعين على شركات صناعة السيارات أن تفكر على نحو متزايد مثل شركات البرمجيات. من خلال دمج أنظمة المعلومات والترفيه، ووظائف مساعدة السائق، والاتصالات اللاسلكية، يمكن للسيارات التفاعل في الوقت الفعلي مع المركبات الأخرى، وأنظمة التحكم في حركة المرور، والخدمات السحابية.

تتيح هذه الخدمات الشخصية بيانات حركة المرور في الوقت الفعلي وتكامل تقنيات المنزل الذكي. كما أنه يوسع الفئة المستهدفة من شركات صناعة السيارات. لم يعد التركيز على السائق، بل على جميع الركاب. سواء كنت تشاهد فيلمًا أو تقرأ كتابًا، يرغب العملاء المستقبليون في الاستمتاع بالترفيه الرقمي في سيارتهم.

يستفيد مصممو السيارات أيضا من التواصل. في المستقبل، سيتعاون مصممو السيارات بشكل كامل في الانترنت لتصميم سيارات مستقبلية بكفاءة عالية، ولذلك، فإن الخبرة البرمجية العميقة ستصبح عامل تمييز رئيسي لمصنعي السيارات.

* المصنع المتكامل

لا يسمح تغير المناخ لشركات صناعة السيارات بإجراء عمليات تخطيط مطولة للمصانع المستقبلية. فلا يخفى على أحد أنه محكوم عليهم بالسرعة والكفاءة.

من خلال التخطيط المتكامل للمصنع، يجتمع جميع المشاركين في التصنيع معا لتصميم مصانع السيارات والبطاريات في المستقبل. تعتمد "Porsche" أو "e.GO" أو "Northvolt" على التخطيط المتكامل للمصنع لتمثيل جميع تفاصيل المصنع رقميا في نمذجة معلومات البناء المركزية (BIM).

يتضمن تمثيلاً رقميا لجميع المعاملات، بدءا من الروبوت وحتى خط الإنتاج. تجتمع جميع الأطراف المشاركة في البناء معا في هذا النموذج: المهندسين المعماريين ومخططي المصانع والمقاولين وخبراء التجميع والمتخصصين في الحماية من الحرائق وغيرهم من السلطات.

*الذكاء الاصطناعي

لا يزال الذكاء الاصطناعي بالمقارنة مع التقنيات الأخرى في مراحله الأولى. ولكن قريبا سيأتي الذكاء الاصطناعي ويقلب السوق رأسا على عقب. ويتوقع الخبراء أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا متزايدا في تصميم السيارات وتشكيل نظام النقل المستقبلي وسيقدم مصممين أفضل إلى سوق السيارات.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأتي بأفكار لا يمكن للمصممين البشريين أن يفكروا بها، وينطبق الشيء نفسه على التصميم التوليدي المدعوم بالذكاء الاصطناعي. بمساعدة الخوارزميات، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء آلاف التصميمات بناءً على معايير محددة مسبقا. ثم يقوم المصمم بفحص البدائل ومراجعة التصميم. على سبيل المثال، استخدمت تويوتا هذه التقنية لتصميم إطار مقعد سيارة أخف وزنا وأكثر ثباتًا.

ستحدث هذه التوجهات والاجراءات المتصاعدة تحولاً جذرياً في طريقة عمل المصممين والمهندسين والمصنعين. ويتطلب هذا التغيير تواصلا دقيقًا من الإدارة لوضع القوى العاملة على طريق التغييرات التحويلية. وبصرف النظر عن جميع الحلول البرمجية التي يحتاج الخبراء إلى إتقانها في المستقبل، يجب أن تكون إدارة التغيير هي الأداة الأكثر أهمية لجميع مدراء وخبراء صناعة السيارات لوضع المزيد من القدرات والإمكانيات في مسار مستقبل أفضل.

إرسال تعليق