المعرفة والبيئة والوراثة؛ مثلث التنمية في قطاع تربية المواشي الإيراني
05 December 2025 | 07:34
  • 12 September 2025 - 13:34

    المعرفة والبيئة والوراثة؛ مثلث التنمية في قطاع تربية المواشي الإيراني

    عبر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، يشهد قطاع تربية المواشي في إيران نقلة نوعية تهدف إلى رفع الإنتاجية وتعزيز الاستدامة البيئية بما ينسجم مع متطلبات الأمن الغذائي.
    رمز الخبر : 8524

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، حققت إحدى الشركات المعرفية في إيران إنجازات بارزة بفضل اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة والمنهجيات العلمية، حيث لم تقتصر أنشطتها على إنتاج المنتجات الزراعية والحيوانية الإستراتيجية، بل شملت أيضاً مجالات متعددة مثل معالجة السماد الحيواني للحفاظ على البيئة، واستخدام العلوم الجينومية في تربية الأغنام، وتأسيس نوى وراثية نقية لسلالات الأغنام الرومان وبلانش.

    ويؤكد خبراء هذه الشركة، باعتبارها من المؤسسات الرائدة في قطاع الزراعة وتربية المواشي، أن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والنوى الوراثية المحسّنة يلعب دوراً محورياً في تعزيز الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي. وإلى جانب إنتاج سلع إستراتيجية مثل الحليب واللحوم الحمراء والفستق، تمكنت الشركة من تربية سلالات متميزة مثل أغنام الرومان (INRA401) وبلانش مسيف سانترال (BMC)، لتحتل بذلك موقعاً مهماً في تطوير صناعة الأغنام في البلاد.

    تجدر الإشارة إلى أن سلالة الرومان، التي طُوّرت منذ عام 1963 على يد المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية، تتميز بخصائص فريدة أهمها القدرة العالية على التوائم المتعددة، وجودة اللحم، والقدرة على التكاثر طوال العام دون تدخلات هرمونية. هذه الميزات جعلتها من السلالات الرائدة عالمياً في برامج التحسين الوراثي ورفع إنتاجية قطاع الأغنام.

    الشركة، من خلال خبراتها البشرية المتخصصة ونهجها المعرفي، لا تكتفي بالتحسين الوراثي، بل تعمل أيضاً في مجالات متقدمة مثل الاختبارات الجينومية واستخدام تقنيات الـ DNA لاختيار أفضل الحيوانات، بالإضافة إلى معالجة السماد الحيواني بطرق صديقة للبيئة، وتحليل بيانات تربية المواشي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه المبادرات أسهمت في خفض التكاليف وزيادة الكفاءة، فضلاً عن دعم الإدارة المستدامة للموارد وحماية البيئة.

    وقال أيوب لكي، المدير التنفيذي لشركة كشت وصنعت إشراق، إن الشركة تمتلك حالياً خمس مزارع لتربية المواشي، و680 هكتاراً من الأراضي الزراعية، و210 هكتارات من بساتين الفستق، ويعمل فيها نحو 200 موظف بشكل مباشر.

    وأضاف: تنتج الشركة سنوياً حوالي 15 ألف طن من حليب الأبقار وقرابة 1500 رأس من العجول الذكور والإناث، فضلاً عن امتلاكها خمسة آلاف رأس من الأغنام من سلالتي الرومان والبلانش. وأكد لكي أن الشركة، من خلال فريقها الفني المتماسك والمبتكر، تساهم عبر إنتاجها الإستراتيجي من اللحوم الحمراء والحليب والفستق في تعزيز الأمن الغذائي الوطني. كما أن إنشاء نوى وراثية نقية من سلالات الأغنام الرومان INRA401 وبلانش BMC منحها مكانة محورية في سلسلة القيمة لصناعة الأغنام.

    وأشار إلى أن الاعتماد على أساليب حديثة في اختيار الكباش، وإعداد السجلات النَسَبية، واستخدام تقنيات الجينوم والاختبارات الوراثية، ساعد بشكل كبير في تقليل النفقات وتحسين إنتاجية الأغنام. وأوضح أن عينة واحدة من الدم أو الشعر تكفي لتحديد معلومات وراثية تمتد عبر ثلاثة إلى أربعة أجيال، مما يجعلها أداة قيّمة وموفرة. وفي ما يتعلق بالبيئة، قال لكي: "نجحنا هذا العام في تطوير تقنية جديدة لمعالجة السماد الحيواني، بحيث تقلل من التلوث في المزارع وتزيد من القيمة الغذائية للسماد المستخدم في الأراضي الزراعية، وهي تقنية يمكن أن تفيد المربين الآخرين في إدارة التحديات البيئية".

    وختم مؤكداً أن التطوير في هذه المجالات يعتمد بشكل أساسي على البيانات، وأن التحليل الدقيق وجمع المعلومات شرط أساسي لاتخاذ القرارات العلمية الرشيدة. كما أوضح أن التعاون مع الشركات المعرفية في تحليل البيانات وتوظيف الذكاء الاصطناعي ساعد بشكل ملموس في رفع كفاءة الشركة وإنتاجيتها.

    إرسال تعليق