بقائي: تحركات دبلوماسية مكثفة لدعم استقرار أفغانستان والمنطقة
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أوضح بقائي أن طهران استضافت اليوم اجتماعاً إقليمياً بمشاركة ممثلين خاصين عن دول جوار أفغانستان إضافة إلى روسيا، مشيراً إلى أن إيران وجهت الدعوة لجميع الدول، بما فيها أفغانستان، التي كان من المأمول مشاركتها. وأضاف أن مشاركة كابول في مثل هذه الآليات من شأنها تعزيز التفاهم والمساعدة في معالجة الخلافات مع جيرانها، مع التأكيد على احترام قرارها بعدم الحضور.
حراك دبلوماسي متصاعد
وشدد بقائي علی أن الأسابيع الماضية شهدت نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، موضحاً أن اجتماع طهران يأتي ضمن سلسلة تحركات رفيعة المستوى، من بينها زيارة الرئيس الإيراني إلى كازاخستان وتركمانستان، وعقد اجتماع ثلاثي في طهران ضم إيران والصين والسعودية. كما أعلن عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية إلى روسيا وبيلاروسيا، واصفاً الزيارتين بالمهمتين.
إدانة الجرائم الصهيونية
وانتقد بقائي استمرار ما وصفه بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، مؤكداً أن الظروف الإنسانية في غزة تفاقمت بشكل غير مسبوق بفعل الشتاء القارس والسيول والحصار المستمر. وأشار إلى تقارير تفيد بوفاة عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين نتيجة البرد، إضافة إلى هجوم بطائرة مسيّرة استهدف سيارة مدنية في غزة وأسفر عن استشهاد عشرة فلسطينيين.
كما لفت إلى استمرار انتهاك سيادة لبنان وسوريا، معتبراً أن عجز المجتمع الدولي يعود إلى إصرار الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على توفير حصانة مطلقة للكيان الصهيوني.
اجتماع طهران حول أفغانستان
وفي ما يتعلق بتفاصيل الاجتماع الإقليمي، أوضح بقائي أن اللقاء يضم ممثلين عن روسيا والصين وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان، ويُعد الأول من نوعه منذ نحو عامين، ويهدف إلى تبادل الآراء حول آخر التطورات في أفغانستان. وأكد أن مختلف القضايا المرتبطة بالوضع الأفغاني، بما فيها التوترات الأخيرة بين كابول وإسلام آباد، ستكون محور نقاش، في إطار مسعى إيراني لبناء توافق إقليمي داعم للأمن والاستقرار. وأشار إلى أن إيران تشترك بحدود تمتد لنحو ألفي كيلومتر مع أفغانستان وباكستان، ما يجعل أي توتر بين البلدين ذا تأثير مباشر على إيران.
انتقاد التدخل الأمريكي
وحول التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة، قال بقائي إن اعتراف مسؤولين أمريكيين بخطأ سياساتهم يشكل دليلاً على فشل نهج التدخل، مشيراً إلى أن التدخلات الأمريكية في ليبيا والعراق وسوريا تسببت بكوارث إنسانية، وأسهمت في نشر الإرهاب وعدم الاستقرار.
وأضاف أن هذه السياسات لم تكن عابرة، بل ألحقت أضراراً جسيمة بالمنطقة، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية ملايين الضحايا، وداعياً إلى محاسبة الإدارة الأمريكية على الجرائم الناتجة عن تدخلاتها. وأضاف أن واشنطن ما زالت تصر على مواصلة النهج ذاته، وتسعى إلى فرض رؤيتها بأسلوب استعلائي.
وختم بقائي بالقول إن وثيقة الأمن القومي الأمريكي تكشف بوضوح أن الهدف الأساسي لواشنطن في غرب آسيا هو ضمان هيمنة الكيان الصهيوني، دون مراعاة لمصالح شعوب ودول المنطقة.
