ابتكار إيراني يفتح آفاقًا جديدة في تصنيع المنسوجات المتقدمة والمواد البوليمرية
09 December 2025 | 14:55
  • ابتكار إيراني يفتح آفاقًا جديدة في تصنيع المنسوجات المتقدمة والمواد البوليمرية

    طوّرت شركة إيرانية دانش‌بنیان منظومة متخصصة للمعالجة البلازمية للمنسوجات، تتيح تحسين الخصائص السطحية لمختلف الأقمشة والمواد البوليمرية بدقة عالية واستهلاك منخفض للطاقة
    رمز الخبر : 8967

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، نجحت إحدى الشركات الإيرانية في تصميم وتقديم منظومة المعالجة البلازمية للمنسوجات، وهي تقنية صناعية تعتمد على البلازما الباردة لمعالجة الأسطح وتحسين خصائصها الفيزيائية والكيميائية. وتوفر هذه المنظومة إمكانية إجراء تعديل سطحي دقيق للمنسوجات والمواد البوليمرية، مع خفض استهلاك الطاقة وتقليل تكاليف العمليات الإنتاجية.

    وخلال السنوات الأخيرة، ازدادت حاجة الصناعات النسيجية والبوليمرية إلى أساليب حديثة لإعداد الأسطح، الأمر الذي دفع الباحثين والشركات التقنية إلى تبني حلول قائمة على البلازما الباردة. وتُعد المنظومة الجديدة أحد أهم التجهيزات المحلية في هذا المجال، لما تتمتع به من دقة عالية وقدرة على إحداث تغييرات كيميائية مضبوطة على سطح المواد.

    وتعمل المنظومة عبر أربع مراحل رئيسية باستخدام غازات خاملة وغازات فعالة، ما يمكّنها من رفع الأداء الوظيفي للمنسوجات بشكل ملحوظ.

    في المرحلة الأولى، يُولَّد البلازما من الغازات الخاملة مثل الهيليوم والأرغون، حيث تقوم الإلكترونات والأيونات الناتجة بإزالة الملوثات والمواد العضوية والطبقات الدهنية، لتكوين سطح نظيف وفعّال. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في صناعات الملابس والمرشحات والمستلزمات الطبية، نظرًا لاعتماد جودة المنتج النهائي على نظافة السطح.

    أما المرحلة الثانية، فيُضخ فيها مزيج من الغازات الفعالة والخاملة إلى حجرة المعالجة، لتوفير خشونة دقيقة ومحكومة على سطح النسيج، ما يعزز التصاق الأصباغ، ويحسّن ثبات الطلاءات ويزيد مقاومة التآكل. وتستفيد من هذه المرحلة صناعات الصباغة والتغليف والمواد البوليمرية المقوّاة.

    وتتضمن المرحلة الثالثة استخدام الغازات الفعالة — منفردة أو ممزوجة — لإضافة مجموعات وظيفية كيميائية جديدة إلى السطح، مثل الهيدروكسيل والكربونيل والكربوكسيل. وتساعد هذه المجموعات على زيادة التفاعلية الكيميائية للسطح وتمكين الترابط القوي مع مواد التشريب أو الراتنجات البوليمرية، ما يجعلها خطوة محورية في التطبيقات النانوية، خصوصًا عند تثبيت الجسيمات النانوية أو إنتاج الطلاءات النانومترية.

    أما المرحلة الرابعة فهي الأعمق تأثيرًا، حيث يُشكَّل غطاء سطحي متجانس يختلف عن البنية الأصلية للنسيج، مانحًا إياه خصائص جديدة مثل مقاومة كيميائية أعلى، أو طاردية للماء، أو خصائص مضادة للبكتيريا. ولذلك تُستخدم المنظومة على نطاق واسع في إنتاج المنسوجات التقنية، بما في ذلك ملابس العمل والمعدات الطبية ومرشحات الهواء الصناعية.

    وتشمل أبرز استخدامات المعالجة البلازمية: إنتاج منسوجات مضادة للماء والبقع، تحسين قابلية امتصاص الألوان، زيادة الالتصاق، تحسين الخواص المضادة للكهرباء الساكنة، والتعقيم، إضافة إلى رفع كفاءة العمليات النهائية.

    ومن مزايا هذه التكنولوجيا أنها تقلل الاعتماد على المواد الكيميائية، وتلغي الحاجة إلى العمليات الرطبة عالية الاستهلاك للطاقة، مع توفير إمكانية التحكم الدقيق في خصائص السطح. كما تعد المعالجة البلازمية خيارًا صديقًا للبيئة مقارنة بالأساليب التقليدية.

    وتكتسب التقنية أهمية خاصة في إنتاج المنسوجات ذات الطلاءات النانوية، والمرشحات النانوية، والمعدات الطبية المضادة للبكتيريا، إذ تتطلب هذه المنتجات أسطحًا نشطة ونظيفة وقابلة للتفاعل لضمان تثبيت متجانس للجسيمات النانوية.

    وبفضل تركيبها المعياري وإمكانية التحكم في بارامترات التشغيل، انتشرت منظومات المعالجة البلازمية في خطوط إنتاج مصانع النسيج، وصناعات التغليف، والمعدات الطبية، وصناعة السيارات، والشركات العاملة في مجال تقنيات النانو.

    وتوفر هذه المنظومة، من خلال تحسين دقة تعديل السطح وزيادة كفاءة الإنتاج، دعمًا مهمًا لتطوير صناعة النسيج الحديثة وتقليل حاجة البلاد إلى استيراد المعدات المماثلة.

    إرسال تعليق