ممثل النهج الوطني في طهران: نتائج الانتخابات العراقية ستعيد رسم خريطة العلاقات الإقليمية والدولية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، شارك النائب علي الأزبرجاوي، ممثل كتلة النهج الوطني العراقية في طهران، في ندوة نظمتها وكالة الأنباء "آنا" حول الانتخابات البرلمانية العراقية لعام 2025، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات هي السادسة منذ سقوط نظام صدام حسين، وتُعتبر هامة في ظل الظروف الراهنة.
وأعلن الأزبرجاوي أن 331 ائتلافاً وأكثر من سبعة آلاف مرشح يشاركون في هذه الانتخابات، عبر 8700 مركز اقتراع، وسط رقابة داخلية ومحلية، إضافة إلى 300 مراقب دولي يتابعون سير العملية الانتخابية.
وأكد أن المنافسة الرئيسية تدور بين الأحزاب والتيارات الكبرى، وخصوصاً الإطار التنسيقي الشيعي. أما في التیارات الكردية والسنّية، فتبرز أحزاب تقدّم والسيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وأضاف أن الانتخابات العراقية تكتسب أهمية داخلية وخارجية في آن واحد، إذ يختار الشعب ممثليه في البرلمان الذي يضطلع بدور حاسم في السلطتين التشريعية والتنفيذية، بينما تراقب القوى الإقليمية والدولية هذه الانتخابات باهتمام بالغ.
و في هذا السیاق، صرح الأزبرجاوي أن عملية "طوفان الأقصى" أحدثت تغييرات جوهرية في المنطقة، ولذلك فإن القوى الخارجية تترقب الحكومة المقبلة في العراق. فالولايات المتحدة – على سبيل المثال – تفضّل حكومة عراقية تنضم إلى اتفاقيات أبراهام وتطبیع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في حين تنتظر إيران حكومة تسير في خط المقاومة. وعليه، فإن نتائج الانتخابات العراقية سيكون لها تأثير مباشر على العلاقات والمتغيرات الدولية.
وحول ما يُثار بشأن احتمال منح منصب رئاسة الوزراء للسُنّة بدلاً من الشيعة، قال الأزبرجاوي إن تلك الأحاديث "ذات طابع دعائي وانتخابي"، مؤكداً أن الأغلبية الشيعية في العراق تجعل الأنظار متجهة نحو الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يمتلك فرصة تشكيل الكتلة الأكبر، وهي التي تحدد اسم رئيس الوزراء.
وبيّن أن التصويت في الانتخابات البرلمانية العراقية لا يتم على الأفراد، بل على التحالفات والتيارات السياسية، موضحاً أن البرلمان يتكوّن من 329 مقعداً، وأن الكتلة الأكبر (النصف زائد واحد) تختار رئيس الوزراء، بينما يتطلب انتخاب رئيس الجمهورية ثلثي أصوات البرلمان، وهو بدوره يصادق على تكليف رئيس الوزراء.
وفي ما يتعلق بالضغوط الخارجية، أعلن الأزبرجاوي أن العراق لا يواجه حالياً ضغوطاً مباشرة، إلا أنه من المرجّح أن تبدأ الضغوط الأمريكية بعد إعلان نتائج الانتخابات، متوقعاً أن تستهدف بالأساس الإطار التنسيقي الشيعي. وأشار إلى أن رغم مقاطعة مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، لهذه الانتخابات، فإن المرجعية الدينية في العراق أغلقت هذا الأسبوع دروس الحوزة دعماً لمشاركة الشعب في التصويت.
وقد أسهمت هذه الدعوة في مشاركة أكثر من 80% من أفراد القوات الأمنية والعسكرية، والكوادر الطبية، والنازحين في التصويت الخاص يوم الأحد. وختم الأزبرجاوي بأن من السمات المميزة لهذه الانتخابات تخصيص 25% من مقاعد البرلمان للنساء، فضلاً عن تمثيل الأقليات العراقية مثل الإيزيديين والمسيحيين وفقاً لنسبة السكانية، ما يخلق مناخاً مشجعاً لمشاركة واسعة في الانتخابات الحالية.
سمیة خمارباقي