ابتكار نانوي إيراني يَعِدُ بتقليل الإصابات في حوادث الطرق بنسبة كبيرة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، في ظلّ الإحصاءات المقلقة لحوادث المرور وما تخلّفه من خسائر بشرية واقتصادية، تبرز الحاجة إلى حلول تقنية مبتكرة للحدّ من الإصابات. في هذا السياق، أعلنت شركة إيرانية معرفية عن تطوير جيل جديد من الرغاوي البوليمرية النانوية القادرة على امتصاص الطاقة وتقليل أثر الصدمات على ركّاب المركبات.

وصرح إسماعيل نوري، المدير التنفيذي للشركة، إنّ الفريق نجح في تصنيع حبيبات بوليمرية نانوية مقاومة للصدمات من خلال دمج الجسيمات النانوية في مصفوفة بوليمرية متقدمة. وأشار إلی أنّ هذه المواد تمتصّ طاقة الضربة وتمنع انتقالها إلى مقصورة الركاب، مما يسهم في تقليل شدّة الإصابات خلال الحوادث.

وأضاف نوري أنّ عملية الإنتاج تتمّ عبر إخضاع الحبيبات لمراحل من الضغط والحرارة داخل مفاعلات خاصة لإجراء عملية التشبّع، ثم خفض الضغط فجأة لتتحول إلى رغوة خفيفة ومرنة. وتُستكمل عمليات التشكيل والمعالجة الحرارية لدى المصنّعين لتصبح القطع جاهزة للاستخدام في السيارات.

وأعلن المدير التنفيذي أنّ التقنية الجديدة لا تقتصر على قطاع السيارات فقط، بل تمتد إلى تغليف الأدوية الحسّاسة للحرارة، حيث تمنع تغيّر درجة الحرارة أثناء النقل وتحافظ على جودة الدواء. كما يمكن تطبيقها في مجالات أخرى كالبناء، والعزل الحراري والصوتي، وتصنيع الأثاث الحضري والمعدات الرياضية.

من جهة أخری، أفاد نيما محسن‌زادگان، المدير الفني للشركة، بأنّ التركيبة النانوية تتكوّن من أربعة أنواع من المواد النانوية المختلفة، ما يمنح المنتج النهائي خصائص ميكانيكية متفوقة تشمل مقاومة عالية للضغط، وخفّة وزن، ومتانة طويلة الأمد. وأوضح أنّ هذه الخصائص تجعل الرغوة الجديدة تتفوّق أداءً على المواد التقليدية المستخدمة في امتصاص الصدمات.

ووفقًا لبيانات اللجنة الوطنية لتكنولوجيا النانو في إيران (ستاد نانو)، يبلغ مستوى مقاومة الشدّ للفوم النانوي 1420 كيلوپاسكال، بينما تصل مقاومة الضغط إلى 205 كيلوپاسكال، وقابلية التمدد إلى 20%. كما يتميّز بانخفاض امتصاص الماء (0.23 كغم/م²) ومعدل اشتعال منخفض (21 ملم/دقيقة)، ما يعزّز خصائصه في مجالات الأمان الصناعي والبيئي.

وأعلن نوري أنّ هذا المنتج يجسّد مثالًا عمليًا على تحويل الأبحاث النانوية إلى تطبيقات صناعية ذات قيمة اقتصادية مرتفعة. وأضاف: "لقد تمكّنا من نقل هذا المشروع من مرحلة البحث والتطوير إلى مرحلة الإنتاج التجاري الواسع، بما يسهم في تعزيز سلامة المركبات ودعم الصناعة الوطنية."

ويشدد خبراء التكنولوجيا علی أنّ هذا النوع من الابتكارات يمثّل اتجاهًا عالميًا نحو استخدام المواد الذكية في تعزيز الأمان والسلامة، ويعكس تطور القدرات البحثية والصناعية الإيرانية في مجال تطبيقات النانو على المستوى العملي.