الزراعة الذكية؛ إنتاج مضاعف وجودة أعلى بأقل مساحة ممكنة
أفادت وکالة آنا الإخباریة، يقام هذا البيت الزجاجي على مساحة قدرها 230 مترًا مربعًا، ما يعادل 0.8 هكتار من المساحة الزراعية، ويهدف وفق الخطة التنفيذية إلى إنتاج محاصيل عضوية عالية الجودة وخالية من المبيدات الكيميائية في جميع فصول السنة، خلال فترة زمنية قصيرة وبكفاءة إنتاجية متميزة.
تتميّز هذه المبادرة بعدد من الابتكارات والمؤشرات التقنية المتقدمة، أبرزها خفض استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 96% بفضل الزراعة من دون تربة، وزيادة ملحوظة في الإنتاجية ضمن المساحات المحدودة، والتحكم الدقيق في العناصر الغذائية والظروف البيئية، وتسريع نمو النباتات وتحسين صحتها، إضافة إلى الحد من أمراض الجذور.
ويتيح هذا النظام زراعة مجموعة واسعة من النباتات مثل الخضروات الورقية، والنباتات الطبية والعطرية، إضافة إلى الشجيرات المثمرة القصيرة.
ومن القيم المضافة والمزايا التنافسية لهذا المشروع، الذي يأتي ضمن إطار البرنامج الوطني لتطوير التكنولوجيا في سلاسل القيمة الزراعية والسمكية، تركيزه على رفع كفاءة التكنولوجيا والإنتاجية، وتحسين مؤشرات الأداء، وتوفير فرص العمل، والمساهمة في الحد من الفقر، وخفض استهلاك المياه والطاقة، وزيادة العوائد بالعملة الصعبة عبر تعزيز الصادرات وتقليل الاستيراد.
في العلوم الزراعية، تُعرَف الطريقة التي تُزرع فيها النباتات في محلول غذائي سائل بدلًا من التربة باسم الزراعة المائية (Hydroponic). ومن بين الأساليب الحديثة في هذا المجال، تبرز تقنية الزراعة الهوائية (Aeroponic)، حيث تُزرع النباتات عموديًا داخل أبراج مستقلة دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الماء، وتبقى الجذور معلقة في الهواء لتتغذى من خلال الرش بالضباب المغذي عالي الضغط، الذي يوفر العناصر الغذائية والمعادن اللازمة لنمو النبات.
وتتميز الزراعة الهوائية بانخفاض الحاجة إلى المساحة الزراعية، مع إنتاجية مضاعفة تصل إلى 40 ضعف الزراعة الأفقية التقليدية، بفضل الأبراج الزراعية المتعددة الطبقات بارتفاع ثلاثة أمتار تحتوي على 160 فتحة زراعة في كل متر مربع. كما تتيح الأنظمة المؤتمتة في هذه البيوت الزجاجية التحكم والمراقبة الدقيقة لجميع العمليات وتسجيل البيانات التشغيلية بشكل مستمر.
ومن المیزات الفريدة لهذا النظام الزراعي أيضًا إمكانية زراعة طيف واسع من النباتات طوال العام بجودة وإنتاجية أعلى من الزراعة في التربة، إضافة إلى إمكانية التوسع التجاري أو المنزلي ضمن مساحات صغيرة بكفاءة عالية، وعدم التأثر بالظروف المناخية الخارجية، وإدارة ذكية للعوامل البيئية داخل البيت الزجاجي سواء بشكل مباشر أو عن بُعد.
كما يسهم هذا النظام في تقليل انتشار الآفات والأمراض، وخفض تكاليف المكافحة، وتسريع دورة الإنتاج وتحقيق عوائد مالية أعلى بفضل قصر فترة النمو وإمكانية تكرار الزراعة في أقل مساحة ممكنة، مما يجعله خيارًا اقتصاديًا ومستدامًا حتى في البيوت الزجاجية الصغيرة التي تقل مساحتها عن 300 متر مربع مع فترة استرداد سريعة لرأس المال.
سمیة خمارباقي