إيران تطلق أول دواء محلي لعلاج التليّف الرئوي وتخفض كلفة العلاج بنسبة 80%
أفادت وکالة آنا الإخباریة، ويُعدّ هذا الابتكار خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الدوائي المحلي يُعدّ التليّف الرئوي أحد الأمراض النادرة والمتقدمة التي تُصيب الرئة، حيث يتعرّض نسيجها للتصلّب والتندّب التدريجي مما يقلّل من قدرتها على امتصاص الأوكسجين. وحتى الآن لم يُكتشف علاج نهائي لهذا المرض، فيما اضطر كثير من المرضى إلى التخلّي عن العلاج بسبب غياب الأدوية الفعّالة أو ارتفاع أسعار الأدوية المستوردة.
وفي السنوات الأخيرة، عُرف دواء نينتيدانب (Nintedanib) عالميًا كأحد العلاجات القليلة المعتمدة للسيطرة على المرض وإبطاء تقدّمه. يعمل هذا الدواء من خلال تثبيط المسارات الجزيئية المسبّبة لتكوّن النسيج الليفي، مما يساعد على الحفاظ على وظيفة الرئة وتحسين جودة حياة المرضى. اليوم، ولأول مرة في البلاد، تمكّنت إحدى الشركات الدوائية المعرفية العاملة في منتزه التكنولوجيا في برديس من إنتاج النسخة المحلية من نينتيدانب تحت الاسم التجاري «أوفنيب» (OfeNIB) بجرعتين (100 و150 ملغ)، وهي خطوة توصف بأنها بارقة أمل جديدة لمرضى التليّف الرئوي.
قالت الدكتورة مريم نوابخش من القسم الطبي بالشركة، إن «أوفنيب» دواء متخصص لعلاج التليّف الرئوي، وقد تم إنتاجه محليًا وهو متوافر الآن في السوق. وأوضحت نوابخش أنّ هذا المرض تقدّمي ولا علاج شافٍ له حتى الآن، وأنّ المرضى كانوا يفقدون الأمل بسبب ندرة الدواء أو تهريبه بأسعار تجاوزت الألف دولار شهريًا، ما جعل كثيرين غير قادرين على تحمّل التكاليف.
وأضافت أنّ الفريق البحثي في الشركة قرّر تصنيع الدواء محليًا وفقًا لنفس المعايير العالمية من أجل تغطية حاجة المرضى ومنحهم فرصة أفضل للحياة. وأكّدت نوابخش: «نحن نؤمن بأنّ للإنسان حقّ الحياة وحقّ الحلم، ومهمتنا أن نعيد الأمل إلى المرضى». وحول استخدامات الدواء، أوضحت أنّ «أوفنيب» يُستعمل لعلاج مختلف أنواع التليّف الرئوي، بما في ذلك التليّف الرئوي مجهول السبب (Idiopathic Pulmonary Fibrosis)، والتليّف الناتج عن أمراض مناعية ذاتية مثل تصلّب الجلد الجهازي (Systemic Sclerosis)، فضلًا عن أنواع أخرى من التليّف الرئوي المتقدّم التي كان أمل العلاج فيها محدودًا.
وفي ما يتعلّق ببراءة الاختراع والمنافسة، أشارت نوابخش إلى أنّ شركة بوهرينجر إنغلهيم (Boehringer Ingelheim) كانت المنتِج الأصلي للدواء، وقد انتهت صلاحية براءة اختراعه منذ نحو خمسة إلى ستة أشهر، فيما بدأت شركات مثل Glenmark في الهند بإنتاج نسخ منه.
وأضافت: «لسنا نزعم امتلاك تفوقٍ تقني على الشركات العالمية الكبرى، لكننا تمكّنا من إنتاج الدواء محليًا بجودة مماثلة وسعر أقل بكثير». وحول الأسعار، ذكرت أنّ النماذج الأجنبية تُباع في الأسواق العالمية بأسعار تصل إلى ألف دولار شهريًا، بينما يُطرح «أوفنيب» في السوق المحلي بسعر يقلّ عن خمس هذا المبلغ، مما يسهل على المرضى الحصول عليه.
كما شدّدت نوابخش على أهمية مراعاة البروتوكولات العلاجية، لاسيّما أنّ بعض الآثار الجانبية مثل الاضطرابات الهضمية معروفة لدى هذا النوع من الأدوية، مؤكدةً أنّ الشركة تعتمد على فريق قوي في البحث والتطوير والرقابة الدوائية لضمان الجودة والسلامة، وتلتزم بتقديم دعمٍ مستمرٍ لمرضى التليّف الرئوي.
