إيران تسجّل نمواً بنسبة 60٪ في إنتاج العظام المخبرية باستخدام هندسة الأنسجة
06 December 2025 | 21:44
  • إيران تسجّل نمواً بنسبة 60٪ في إنتاج العظام المخبرية باستخدام هندسة الأنسجة

    شهدت طهران تقدّماً علمياً لافتاً في مجال هندسة أنسجة العظام، حيث أعلنت باحثون إيرانيون عن ارتفاع بنسبة 60٪ في إنتاج العظام المخبرية، ما يعكس تسارع وتيرة اعتماد التقنيات الحديثة في علاجات طب الأسنان وإعادة البناء العظمي.
    رمز الخبر : 8669

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، شهدت العاصمة الإيرانية طهران فعالية علمية استعرضت أحدث الابتكارات والتقنيات في مجالات هندسة الأنسجة، والليزر، والخلايا الجذعية، وأساليب ترميم العظام الحديثة.

    جاء هذا الحدث بهدف التعريف بالتقنيات الناشئة ودراسة تأثيرها على العلاجات الحديثة في طب الأسنان، مع التأكيد على الدور المحوري الذي ستلعبه هندسة الأنسجة في مستقبل علاجات ترميم العظام. شارك في الفعالية خمسة من أبرز أساتذة الجامعات الإيرانية، حيث قدّموا محاضرات علمية تناولت الجوانب الأساسية والسريرية في هذا المجال المتقدّم.

    تُعدّ هندسة الأنسجة من المجالات الرائدة في الطب الحديث، وقد دخلت الساحة العلمية العالمية منذ عام 1993، وبدأ استخدامها في مجال طب الأسنان الإيراني خلال الخمسة عشر عامًا الماضية. تعتمد هذه التقنية على الدمج بين الأساليب المخبرية والسريرية لإنتاج أنسجة حيّة أو شبه حيّة، مما يساهم في إعادة بناء العظام وتحسين جودة العلاج للمرضى.

    وخلال الفعالية، نوقشت موضوعات متعددة مثل استبدال الطعوم العظمية التقليدية بهياكل عظمية مصنّعة في المختبر، واستخدام الليزر في ترميم العظام، بالإضافة إلى توظيف مواد جديدة مثل السيراميك، والبوليمرات، والمركّبات الهيدروجينية في إنتاج الأنسجة الهندسية. ووفقًا للبيانات المقدَّمة في الندوة، فقد أدّى تطبيق تقنيات هندسة الأنسجة إلى زيادة بنسبة 60٪ في إنتاج العظام المخبرية حتى الآن، ما ينبئ بإمكانية تقليل الحاجة إلى الطعوم المأخوذة من جسم المريض في المستقبل القريب.

    وقد شكّل هذا الحدث العلمي منصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين وأساتذة الجامعات وأطباء الأسنان، واعتُبر خطوة مهمة نحو تعزيز الأبحاث متعددة التخصصات وتطوير التقنيات الحديثة في مجال طب الأسنان وهندسة الأنسجة في إيران.

    ثورة التقنيات الحديثة والتحولات الكبرى في طب الأسنان

     قالت حانية نخبة‌الفقهائي، الأمينة العلمية لأول ندوة وطنية حول التقنيات الناشئة في هندسة أنسجة العظام، في تصريح خاص لوكالة «آنا» الإخبارية: "إن بروز التقنيات الحديثة خلال العقد الأخير أحدث تغييرات جذرية في مجال طب الأسنان، ولهذا فإن استخدام تقنيات مثل CAD/CAM، والليزر، والتحفيز الضوئي الحيوي (Photobiomodulation)، والخلايا الجذعية، وهندسة الأنسجة سيشكل نقلة نوعية خلال العقد القادم في تحسين جودة العلاج وراحة المرضى."

    وأضافت أن التطور العلمي والتكنولوجي في المجال الصحي العالمي سريع للغاية، وإيران ليست استثناءً، موضحة أن اللجنة المنظمة قررت عرض آخر النتائج والاكتشافات أمام الباحثين وأطباء الأسنان والمتخصصين للاستفادة منها.

    أهداف الندوة ومدى تحقيقها

    وأوضحت نخبة‌الفقهائي أن الهدف الرئيسي من الندوة هو مشاركة أحدث النتائج العلمية في مجالات طب الأسنان والعلوم الأساسية المرتبطة به، مؤكدة: "نأمل أن تكون هذه النتائج قابلة للتطبيق العملي في علاج المرضى في المستقبل القريب."

    أهمية المشاركة والتبادل العلمي

    وأكدت أن مشاركة الخبراء والمتخصصين في هذه الفعالية ساهمت في تعزيز التواصل العلمي ونشر المعرفة داخل المجتمع الأكاديمي والطبي، مشيرة إلى أهمية مشاركة صُنّاع القرار والسياسات الصحية في هذا المجال لدعم مسار التطوير والابتكار.

    هندسة أنسجة العظام: بديل متقدّم عن الطرق التقليدية

    شرحت نخبة‌الفقهائي الفارق بين هندسة أنسجة العظام وطرق الزرع التقليدية قائلة: "حتى الآن، المعيار الذهبي في عمليات الزرع هو استخدام العظام الذاتية (Autologous Bone) المأخوذة من جسم المريض نفسه، لكنها تترافق مع مشكلات عديدة مثل الألم الشديد بعد الجراحة، والالتهابات، والقيود المتعلقة بموقع أخذ العينة."

    وأضافت أن هذه التحديات دفعت الباحثين إلى تطوير طرق هندسية لإنتاج أنسجة عظمية جديدة يمكنها المساهمة بفاعلية في إعادة البناء والنمو العظمي. تحديات إنتاج الهياكل العظمية في إيران وفي ما يتعلق بالتحديات القائمة، أوضحت أن غياب البنية التحتية للإنتاج الصناعي الواسع يعد من أبرز العقبات، إلى جانب ارتفاع تكلفة العلاج، مشددة على ضرورة وجود دعم وطني من صُنّاع القرار لتجاوز هذه العقبات رغم التقدم الكبير في مجال الأبحاث.

    نمو بنسبة 60٪ في إنتاج العظام بتقنيات هندسة الأنسجة

    وبيّنت نخبة‌الفقهائي أن نسبة النمو المعلنة تستند إلى دراسات مخبرية وتجارب حيوانية وسريرية أجراها فريقها البحثي، مشيرة إلى أن هذه النتائج تمثل إنجازًا مهمًا في مسار تطوير العلاجات الحديثة. دور التقنيات الناشئة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي وأكدت أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تشكل محورًا أساسيًا في الدراسات الحالية، وأن الذكاء الاصطناعي أصبح بدوره عنصرًا مهمًا في تطوير حلول هندسة الأنسجة وتحليل البيانات الطبية.

    مستقبل علاجات طب الأسنان خلال العقد المقبل

    وأعربت نخبة‌الفقهائي عن تفاؤلها قائلة: "نأمل أن نصل إلى مرحلة الاستغناء التام عن الطعوم العظمية التقليدية، وحتى إن لم يتحقق ذلك بالكامل، فإن الجمع بين العلاجات الحديثة والتقليدية يُعدّ تقدمًا كبيرًا ومبشّرًا." التجارية والتطبيق العملي وفي ختام حديثها، أشارت إلى أن إيران ما زالت بحاجة إلى تعزيز البنية التحتية قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق التجاري الواسع لتقنيات هندسة الأنسجة، مضيفة: "عندما يصبح هذا المجال أولوية وطنية، يمكننا الانتقال إلى مراحل التصنيع والتطبيق السريري بشكل فعّال."

    سمیة خمارباقي

    إرسال تعليق