مشروع علمي في أصفهان يحوّل حرارة الصناعات إلى طاقة مستدامة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، أكثر من نصف الطاقة المستهلكة في الصناعات ومحطات توليد الكهرباء، سواء في إيران أو على مستوى العالم، تهدر على شكل حرارة. هذه المشكلة لا تؤدي فقط إلى خفض الكفاءة، بل تساهم أيضاً في زيادة استهلاك الوقود الأحفوري والانبعاثات الملوِّثة للبيئة.

وانطلاقاً من ذلك، بدأ الباحث الإيراني أحمد دستجردي، الحاصل على خبرة بحثية في مجال الطاقة من معهد درسدن الألماني وجامعة آلتو، مشروعاً علمياً في مدينة أصفهان بدعم من برنامج "كونِكت" التابع لمنظمة تنمية التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي. يهدف المشروع إلى تحويل حرارة الصناعات المهدورة إلى كهرباء نظيفة ومستدامة، في خطوة تُعدّ مهمة على طريق تنمية الطاقات الخضراء.

يركّز المشروع على دراسة وتطوير تقنية "الحرارة الكهربائية الأيونية" (Thermoelectric Ionic)، وهي مواد قادرة على تحويل فروق درجات الحرارة إلى تيار كهربائي بكفاءة أعلى بكثير من المواد التقليدية. ويعمل الباحثون ضمن هذا الإطار على دراسة سلوك الأيونات في المحاليل والبوليمرات من أجل تصميم جيل جديد من المولدات الصغيرة والمرنة. ومن أبرز إنجازات المشروع: تصميم نموذج ابتكاري للتنبؤ بأداء المواد الحرارية الكهربائية وتحسين كفاءتها، نشر أبحاث علمية في مجلات دولية مرموقة، وفتح آفاق جديدة لإنتاج أجهزة قابلة للارتداء وحساسات ذاتية الشحن.

وتُعدّ هذه النتائج نقطة تحول في استخدام مصادر الطاقة الخضراء، بدءاً من تزويد الأجهزة الصغيرة والقابلة للارتداء بالطاقة، وصولاً إلى إعادة تدوير الحرارة في الصناعات الثقيلة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. برنامج "كونِكت" صُمم بهدف استقطاب الخبرات والكفاءات العلمية والتكنولوجية من الإيرانيين المقيمين في الخارج، وتوظيفها في الداخل عبر شبكة تضم باحثين ومبتكرين ورواد أعمال إيرانيين ودوليين. ويهدف البرنامج إلى تسهيل عودة النخب العلمية إلى إيران، وتوسيع التعاون الدولي في المجالات ذات الأولوية، إضافة إلى دعم المشاريع المشتركة التي تستجيب لاحتياجات الصناعة الوطنية وتعزّز مكانة إيران العلمية والتكنولوجية على المستوى العالمي.

حتى الآن، أتاح برنامج "كونِكت" تنفيذ عشرات المشاريع في مجالات متعددة تشمل الطاقة، الصحة، الزراعة، التقنيات الرقمية والمواد المتقدمة، وأسفر عن تطوير تقنيات جديدة، ونشر أبحاث علمية دولية، إلى جانب تعزيز القدرات الصناعية للبلاد.