تعاون علمي بين إيران، تايوان والصين يثمر عن دواء محتمل مضاد للسرطان
06 December 2025 | 02:36
  • 01 October 2025 - 12:50

    تعاون علمي بين إيران، تايوان والصين يثمر عن دواء محتمل مضاد للسرطان

    تمكّن فريق دولي من الباحثين من جامعة دامغان في إيران، وجامعة كوجو، وجامعة العلوم والتكنولوجيا في تايوان، وجامعة وينجو الطبية في الصين، من تصميم وتصنيع نانو-مركب متعدّد الوظائف يمكن أن يُحدث تحولاً في مسار تطوير أدوية مضادّة للسرطان، ومضادّة للأكسدة، ومضادّة للبكتيريا.
    رمز الخبر : 8628

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، هذا المحفّز المركب، المسمى Fe₃O₄@PmPDA@UiO-66-NH₂، تم تطويره بالاعتماد على الجسيمات النانوية المغناطيسية، والأغلفة البوليمرية، والأطر المعدنية–العضوية (MOFs)، وأظهر كفاءة عالية جداً (تتراوح بين 90% و96%) في تحفيز تفاعلات تركيب مشتقات بيرازولو–بيرانو–بيريميدين الحيوية خلال فترة وجيزة.

    تشير الاختبارات البيولوجية إلى أنّ هذه المركّبات قادرة على تثبيط نمو الخلايا السرطانية الكبدية (HepG2) مع آثار جانبية طفيفة على الخلايا السليمة. كما أظهرت نشاطاً مضادّاً للأكسدة بنسبة 85–98%، وخصائص مضادّة للبكتيريا ضد أنواع مثل المكورات العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية، ما يجعلها واعدة في تطوير أدوية ومواد حيوية متقدّمة.

    في السياق الطبي، يظلّ تطوير مركّبات حيوية ذات خصائص علاجية متعدّدة من أبرز التحديات. فالأمراض السرطانية تمثل أحد أخطر التحديات الصحية عالمياً، فيما تتزايد مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادّات الحيوية التقليدية، إلى جانب التأثير الضار للجذور الحرة على الخلايا. من هنا، يفتح توظيف النانومواد والأطر المعدنية–العضوية آفاقاً جديدة أمام الكيمياء الدوائية.

    المركب Fe₃O₄@PmPDA@UiO-66-NH₂ يتكوّن من ثلاث وحدات رئيسية: جسيمات نانوية مغناطيسية من أكسيد الحديد (Fe₃O₄)، بوليمر بولي(meta-phenylenediamine)، وإطار معدني–عضوي من نوع UiO-66-NH₂. وقد جرى تصنيعه عبر عملية متعددة المراحل شملت ترسيباً كيميائياً مشتركاً للجسيمات المغناطيسية، ثم بناء الإطار المعدني بطريقة هيدروحرارية، وأخيراً تغليفه بطبقة بوليمرية لتشكيل بنية هجينة مستقرة.

    تقييم الخصائص البنيوية والكيميائية للنانو-مركب تم عبر تقنيات متقدمة مثل حيود الأشعة السينية (XRD)، مطيافية الأشعة تحت الحمراء (FTIR)، التحليل الحراري الوزني (TGA)، والمجهر الإلكتروني الماسح (FESEM)، إضافة إلى التحليل المغناطيسي (VSM). وأكدت النتائج تمتع المركّب باستقرار حراري مرتفع وبنية مسامية متجانسة، ما يعزز فعاليته كعامل حفاز.

    في التفاعلات التطبيقية، استُخدم المركّب في تحفيز التفاعل الثلاثي لتوليد بيرازولو–بيرانو–بيريميدينات، وهي عائلة من المركبات الحلقية المتغايرة ذات إمكانات دوائية واسعة. باستخدام 0.05 غرام فقط من المحفّز، أنجزت التفاعلات خلال 15–80 دقيقة مع مردود تجاوز 90%.

    أما من الناحية البيولوجية، فقد أثبتت الاختبارات أن المركبات الناتجة تقلّل بشكل ملحوظ من بقاء الخلايا السرطانية الكبدية، مع تأثير ضعيف على الخلايا السليمة (NIH/3T3)، مما يشير إلى انتقائية علاجية واعدة. كما أظهرت قدرة قوية على مكافحة الجذور الحرة (85.3–98.3%)، وهو ما يعزز أهميتها في الوقاية من الأمراض المزمنة والالتهابية.

    على المستوى المضاد للبكتيريا، كشفت تجارب الانتشار بالقرص عن مناطق تثبيط بقطر 19 ± 2.0 مم ضد المكورات العنقودية الذهبية، و10 ± 1.5 مم ضد الإشريكية القولونية.

    ويؤكد الباحثون أنّ هذه النتائج، رغم نجاحها الكبير على المستوى المخبري، ما زالت بحاجة إلى دراسات متقدمة في النماذج الحيوانية والسريرية، إضافة إلى مواجهة تحديات التصنيع الصناعي والحفاظ على الكفاءة في مقاييس أكبر.

    إنّ هذا الإنجاز، الذي يجمع بين الجسيمات النانوية المغناطيسية، البوليمرات الموصلة، والأطر المعدنية–العضوية، يفتح مجالاً جديداً لتطوير مواد دوائية متعدّدة الوظائف يمكن أن تسهم مستقبلاً في ابتكار علاجات متقدمة ضد السرطان والعدوى البكتيرية والإجهاد التأكسدي.

    إرسال تعليق