دراسة جديدة تكشف عن فعالية غير متوقعة للقاحات في خفض خطر الإصابة بالخرف
أفادت وکالة آنا الإخباریة، ووفقاً للدراسة التي شملت أكثر من 130 ألف مشارك في الولايات المتحدة، أظهر لقاحا القوباء المنطقية (Shingrix) والفيروس المخلوي التنفسي (Arexyv) فعالية واضحة في تقليل احتمالية الإصابة بالخرف، مقارنة بلقاح الإنفلونزا التقليدي.
ويحتوي اللقاحان على مادة مساعدة تُعرف باسم AS01، تُحفّز الجهاز المناعي بشكل مميز، وهي خاصية يفتقر إليها لقاح الإنفلونزا. وبيّنت النتائج أن هذا التحفيز المناعي قد يكون له دور مباشر في الحماية من الخرف، بعيداً عن الوقاية من الفيروسات المستهدفة.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح Shingrix انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 18% خلال 18 شهراً، مقارنة بمن تلقوا فقط لقاح الإنفلونزا. أما من تلقوا لقاح Arexyv فكان الانخفاض 29%، بينما بلغ الانخفاض 37% لدى من تلقوا اللقاحين معاً، دون أن يكون الجمع بينهما أكثر فاعلية بشكل كبير من كل لقاح على حدة.
وأوضح الدكتور ماكسيم تاكيه، الطبيب النفسي والمشرف على الدراسة، أن هذه النتائج تعزز فرضية أن الخرف ليس مجرد اضطراب دماغي، بل قد يكون مرتبطاً أيضاً بخلل في الجهاز المناعي داخل الدماغ، مما يفتح الباب أمام اللقاحات كوسيلة محتملة لتنشيط هذا الجهاز ومنع التدهور المعرفي.
كما أشارت دراسات سابقة إلى أن العدوى بفيروسات شائعة مثل القوباء المنطقية والالتهاب الرئوي و"كوفيد-19" قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف، فيما أظهرت اللقاحات دوراً وقائياً حتى لو لم يكن السبب المباشر واضحاً بعد.
وفي هذا السياق، كانت دراسة بريطانية عام 2024 قد خلصت إلى أن لقاح Shingrix يؤخر ظهور أعراض الخرف بنسبة 17% مقارنة بالإصدارات الأقدم من لقاحات القوباء المنطقية، مما يبرز أهمية مادة AS01 في هذا الصدد.
وتوصي الجهات الصحية في الولايات المتحدة حالياً بتلقي جرعتين من لقاح Shingrix لمن هم فوق سن 50، بالإضافة إلى لقاح Arexyv لمن تجاوزوا 75 عاماً، ليس فقط للوقاية من الأمراض الفيروسية الخطيرة، بل وربما أيضاً لتقليل مخاطر التدهور المعرفي مستقبلاً.