الفيتو الأميركي: حماية لإسرائيل أم تجاهل للإجماع الدولي؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وكان مشروع القرار قد تقدمت به عشر دول غير دائمة العضوية، وطالب بوقف فوري للعمليات القتالية، وإطلاق سراح الأسرى لدى حركة حماس، ورفع كافة القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك عبر قنوات الأمم المتحدة.
وفي تبرير لموقف بلادها، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، مشددة على أن واشنطن "لن تدعم أي قرار لا يدين حماس أو لا يشترط مغادرتها غزة". كما كرّرت السفيرة دوروثي شيا الموقف ذاته، مؤكدة أن أي تسوية لا تبدأ باستسلام حماس أمر "غير مقبول".
ردود فعل دولية غاضبة: اتهامات بالانحياز وإضعاف الشرعية الدولية
أثار الفيتو الأميركي استياءً واسعاً بين أعضاء مجلس الأمن، إذ وصفه السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد بأنه "ضوء أخضر للإبادة في غزة" و"وصمة عار في جبين مجلس الأمن". أما السفير الجزائري عمار بن جامع، فانتقد صمت المجتمع الدولي، قائلاً: "الصمت لا ينقذ الأرواح، ولا يواسي الضحايا".
بدوره، أعرب السفير السلوفيني صموئيل زبوغار عن خيبة أمله، معتبراً أن مشروع القرار "جاء تعبيراً عن مسؤولية إنسانية مشتركة". بينما أعربت فرنسا وبريطانيا عن "أسفهما" لنتيجة التصويت، فيما حمّل السفير الصيني فو كونغ واشنطن المسؤولية، داعياً إياها إلى "التخلي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف أكثر عدلاً".
الفصائل الفلسطينية: الفيتو تأييد للإبادة ودعم مطلق للاحتلال
في الداخل الفلسطيني، نددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بشدة بالفيتو الأميركي. واعتبرت حماس أن الخطوة الأميركية "تجسّد انحيازاً أعمى للاحتلال، وتوفر غطاءً لجرائم الإبادة ضد الفلسطينيين"، واصفة الموقف الأميركي بأنه "متغطرس ويتحدى إرادة المجتمع الدولي".
أما حركة الجهاد الإسلامي، فاتهمت الإدارة الأميركية بأنها "شريك مباشر في جرائم الحرب في غزة"، وأكدت أن دعمها السياسي والعسكري لحكومة الاحتلال "يؤكد تواطؤها الكامل في العدوان المستمر".
واشنطن تؤكد دعمها لإسرائيل: لا وقف لإطلاق النار دون شروط
وفي السياق ذاته، جدّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، التزام بلاده بدعم إسرائيل، معتبراً أن الفيتو الذي استخدمته واشنطن "رسالة قوية" تعكس موقفاً ثابتاً. وأوضح أن بلاده "لن تدعم أي تحرك دولي لا يحمّل حماس المسؤولية أو يتجاهل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ويُشار إلى أن هذا هو أول فيتو تستخدمه الإدارة الأميركية في عهد الرئيس العائد دونالد ترامب، ضمن سلسلة من الاعتراضات الغربية المتكررة التي حالت دون صدور أي قرار ملزم من مجلس الأمن لوقف الحرب على غزة، منذ بدء التصعيد العسكري قبل أشهر.