بمساعدة عالم ايراني.. اختبار اول "حبة براز" في العالم لعلاج سرطان البنكرياس
17 November 2025 | 12:28
  • بمساعدة عالم ايراني.. اختبار اول "حبة براز" في العالم لعلاج سرطان البنكرياس

    ضمن التعاون والاستعانة بجهود الدكتور سامان مالكي، الباحث في معهد أبحاث مركز لندن للعلوم الصحية، جرى اختبار أول حبة براز في العالم في كندا لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم.
    رمز الخبر : 7394

    ووفقا لوكالة أنباء آنا، عمل العلماء على اختبار أول "حبة براز" لمعرفة ما إذا كانت بكتيريا الأمعاء قادرة على المساعدة في مكافحة سرطان البنكرياس.

    يعمل العلماء في معهد لوسون للأبحاث في مركز سانت جوزيف للرعاية الصحية في أونتاريو ومعهد أبحاث مركز لندن للعلوم الصحية (LHSCRI) على تطوير نهج مبتكر لتحسين فعالية العلاج الكيميائي لدى المرضى المصابين بسرطان البنكرياس المتقدم.

    تبحث هذه الدراسة الرائدة في استخدام عمليات زرع البراز عبر كبسولات تحتوي على ميكروبات من أمعاء المتبرعين الأصحاء لتعزيز استجابة الجسم لعلاج السرطان.

    يبقى سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطان صعوبة في العلاج، حيث يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حوالي 10% فقط. ومن المتوقع أن يصبح هذا المرض ثالث أكبر سبب للوفاة بسبب السرطان في كندا في السنوات القادمة.

    وفقا للجمعية الأمريكية للسرطان (ACS)، يشكل سرطان البنكرياس حوالي 3 في المائة من جميع حالات السرطان في الولايات المتحدة وحوالي 8 في المائة من جميع وفيات السرطان في البلاد.

    ويؤكد الدكتور جون لينيهان، وهو عالم في معهد لندن لبحوث السرطان، على الحاجة الملحة إلى العلاجات المبتكرة. ويقول "هدفنا من خلال هذه الدراسة هو تزويد المرضى بعلاج جديد ومبتكر".

    إن الأورام السرطانية تخلق بيئة ميكروبية خاصة بها، تتكون من البكتيريا والفيروسات والفطريات، والتي يمكن أن تساعد في حمايتها من العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي. تشير الأبحاث السريرية إلى أن عملية زرع ميكروبات البراز (FMT) باستخدام كبسولات تم تطويرها حديثًا تسمى LND101 يمكن أن تغير التركيب الميكروبي للورم، مما يجعله أكثر استجابة للعلاج الكيميائي.

    العلم وراء عمليات زرع البراز

    وستشمل المرحلة الأولى من تجربة السلامة، والتي من المقرر أن تستمر لمدة عامين، مجموعة صغيرة من المرضى المصابين بسرطان البنكرياس.

    تتضمن عملية FMT جمع البراز من متبرعين أصحاء خضعوا لفحص دقيق، ومعالجته في المختبر، وإنشاء كبسولات لا طعم لها ولا رائحة.

    يتلقى المرضى المسجلون في الدراسة هذه الكبسولات على أمل تعزيز ميكروبيوم أمعائهم. ميكروبيوم الأمعاء هو مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة في الجسم والتي تلعب دورًا مهمًا في الصحة ووظيفة الجهاز المناعي.

    ويسلط الدكتور سامان مالكي، العالم في معهد لندن لبحوث سرطان البنكرياس، الضوء على أهمية دراسة التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء لدى مرضى سرطان البنكرياس الذين يخضعون لهذا العلاج.

    ويقول: "سنقوم بالتحقيق في كيفية تغير بكتيريا الأمعاء لدى مرضى سرطان البنكرياس بعد العلاج بزراعات البراز باستخدام الكبسولات، وكيف يؤثر ذلك على جهاز المناعة لديهم".

    وأضاف أن "هدفنا هو تحديد ما إذا كان التغيير الناجح في ميكروبيوم الأمعاء مرتبطًا باستجابة أفضل للعلاج الكيميائي".

    كبسولة LND101 ومستقبل علاج السرطان

    تم تطوير كبسولات LND101 في معهد لوسون للأبحاث وأظهرت بالفعل نتائج واعدة في التجارب السريرية التي استهدفت أنواعًا مختلفة من السرطان، بما في ذلك الورم الميلانيني.

    وبحسب بارفاثي، التي تعمل مديرة للأبحاث في برنامج زرع البراز في مستشفى سانت جوزيف، فقد أظهرت دراسات سابقة أن زرع البراز آمن في أنواع أخرى من السرطان.

    ويقول: "أظهرت الدراسات السابقة التي أجراها معهد لوسون ومعهد أبحاث سرطان الخلايا الحرشفية في لندن أن هذا العلاج آمن في أنواع أخرى من السرطان ويبدو أنه يستجيب بشكل أفضل للعلاجات التقليدية لدى المرضى المصابين بسرطان الجلد المتقدم وسرطان الرئة وسرطان الخلايا الكلوية".

    وأضاف: "نأمل أن نحقق نجاحا مماثلا لدى المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس المتقدم".

    إن هذا البحث، الذي يستغل قوة ميكروبيوم الأمعاء لتحسين نتائج العلاج الكيميائي، يشكل خطوة مثيرة نحو إحداث ثورة في علاج السرطان. وإذا نجح هذا النهج، فقد يمهد الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة، ويزيد من معدلات البقاء على قيد الحياة، ويوفر أملًا متجددًا لأولئك الذين يكافحون سرطان البنكرياس.

    إرسال تعليق