عدنان منصور: الثورة الإسلامية أحدثت تغييراً جذرياً في المعادلات الإقليمية

ووفقا لوكالة آنا للعلوم والتكنولوجيا، صرح عدنان منصور، وزير الخارجية اللبناني الأسبق، لا سيما انه كان سفيرا للبنان في إيران لمدة من الزمن، حول إنجازات الثورة الإسلامية وخلق معادلة جديدة للمنطقة وقال: "احدثت الثورة الإسلامية في إيران تغييراً جذرياً في تحولات المنطقة وفرضت معادلات جديدة، الأمر الذي انعكس على العملية السياسية والميدانية".
واكمل المسؤول اللبناني: لعبت طهران دوراً مهماً في بلورة حركات المقاومة في المنطقة بكل توجهاتها الوطنية والسياسية والدينية.
واردف: انتصرت الثورة الإسلامية في إيران في الوقت الذي كانت فيه القضية الفلسطينية على وشك الزوال. وكان من المفترض أن تنتهي القضية الفلسطينية بعد الهزيمة العربية وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد.
وقال موضحا: في تلك الاونة افتقرت حركات المقاومة إلى الدافع الكافي لاستدامة النضال، ومن ناحية أخرى لم يكن لديها نموذج مناسب وفعال، وكان لبنان غارقا ايضا في التطورات الميدانية والحرب الأهلية، ووقع العرب في خيبة أمل مربكة بعد الهزائم المتتالية.
واكمل الوزير اللبناني الاسبق: يطيب لي ان اتحدث باسهاب عن التطورات في لبنان قبل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وموقف طهران. وقال: عندما دخل الإسرائيليون إلى وسط بيروت، لم يظنوا ابدا أنهم سيتمكنون من دخول بيروت بسهولة، ورغم أن بعض التيارات اللبنانية دعمتهم أيضاً. في ذلك الوقت قال الإسرائيليون لو كنا نعلم أن احتلال لبنان وبيروت سيكون بهذه السهولة لكنا أحضرنا معنا فرقة موسيقية بدلاً من الجيش.
واردف حديثه لوكالة آنا: "في العام 1982 تأسس حزب الله في لبنان، وبعد نحو ثلاثة عقود، وبدعم روحي ومادي من طهران، استطاع أن يصبح حلقة مكملة لمحور المقاومة في الساحتين العربية والإسلامية"، مردفا: محور بقيادة السيد الشهيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان ، والذي استطاع أن يشكل رادعاً أمام التمدد الصهيوني.
واضاف: حول السيد حسن نصرالله لبنان من بلد عشائر وتيارات وطوائف إلى بلد واحد،حتى ذلك الحين، كان لبنان عبارة عن تكتل قبلي وسياسي وليس بلداً متماسكاً.
واوضح الدكتور منصور: لهذا السبب تمكنت المقاومة من خلق لحمة وطنية وعربية على المستوى الداخلي، ومن جهة أخرى لعبت دور الرادع في الخارج وفي البيئة المحيطة بالكيان الصهيوني". لكن السؤال الذي يطرح نفسه: رغم استشهاد السيد حسن نصر الله وما يسمى بـ"نهاية المقاومة في لبنان وأيضاً في سوريا"، هل يمكن أن يقال إن المقاومة تشكل رادعاً؟
واوضح مجيبا على السؤال السابق: "الجواب بناء على المعطيات والتحليل هو نعم". واختتم بالقول: المقاومة ليست جغرافيا أو شخصا أو جماعة، المقاومة هي خطاب وفكر وعقلية قادرة على تجديد نفسها، وهذه المقاومة هي التي أجبرت الكيان الصهيوني على قبول وقف إطلاق النار. وخاصة عندما طبق حزب الله في لبنان معادلة حيفا ضد الضاحية وتل أبيب ضد بيروت.