دراسة: أدمغة متعددي اللغات تعمل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر باللغة الأم
13 March 2024 - 13:30

دراسة: أدمغة متعددي اللغات تعمل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر باللغة الأم

قال باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) إن أدمغة متعددي اللغات تعمل بشكل مختلف عندما يتعلق الأمر بلغتهم الأم.
رمز الخبر : 4790

أفادت وکالة آنا الإخباریة، ووجدت الدراسة الجديدة أنه في أدمغة هؤلاء متعددي اللغات، الذين يتحدثون خمس لغات أو أكثر، تستجيب شبكة معالجة اللغة بشكل مماثل عندما يستمعون إلى أي من اللغات التي يتحدثونها.

وبشكل عام، تستجيب هذه الشبكة بقوة أكبر للغات التي يكون المتحدث أكثر كفاءة فيها، مع استثناء واحد ملحوظ في اللغة الأم للمتحدث.

وعند الاستماع إلى اللغة الأم، ينخفض نشاط شبكة اللغة بشكل ملحوظ، حيث توضح النتائج وجود صفة فريدة في اللغة الأولى التي يكتسبها الشخص، ما يسمح للدماغ بمعالجتها بأقل جهد.

وبمعنى أوضح، فإن أدمغة الأشخاص متعددي اللغات تتطلب "جهدا ضئيلا نسبيا عند معالجة لغتهم الأم".

وتقول إيفيلينا فيدورينكو، وهي خبيرة في اللغة الإنجليزية، والأستاذ المشاركة في علم الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والعضو في معهد ماكغفرن لأبحاث الدماغ التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "هناك شيء ما يجعل عملية المعالجة أسهل قليلا، ربما هو أنك أمضيت وقتا أطول في استخدام تلك اللغة".

وتشمل شبكة معالجة اللغة في الدماغ التي تقع بشكل أساسي في النصف الأيسر من الدماغ، مناطق في الفص الجبهي والفص الصدغي.

وفي دراسة أجريت عام 2021، وجد مختبر فيدورينكو أنه في أدمغة متعددي اللغات، كانت شبكة اللغة أقل نشاطا عند الاستماع إلى لغتهم الأم من شبكات اللغة للأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط.

وفي الدراسة الجديدة، أراد الباحثون التوسع في هذه النتيجة واستكشاف ما يحدث في أدمغة متعددي اللغات أثناء استماعهم إلى لغات لديهم مستويات مختلفة من الكفاءة في تحدثها.

ويمكن أن تساعد دراسة اللغات المتعددة الباحثين على معرفة المزيد عن وظائف شبكة اللغة، وكيف يمكن تمثيل اللغات التي يتم تعلمها لاحقا في الحياة بشكل مختلف عن اللغة الأم.

وقام الباحثون بتجنيد 34 شخصا متعددي اللغات، كل منهم لديه على الأقل درجة معينة من الكفاءة في خمس لغات أو أكثر ولكنهم لم يكونوا ثنائيي اللغة أو متعددي اللغات منذ الطفولة. وتحدث 16 من المشاركين 10 لغات أو أكثر، بما في ذلك شخص تحدث 54 لغة مع بعض الكفاءة على الأقل.

وتم فحص كل مشارك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أثناء استماعهم إلى مقاطع مقروءة بثماني لغات مختلفة، شملت لغتهم الأم، واللغة التي كانوا يتقنونها بدرجة عالية، واللغة التي كانوا يتقنونها إلى حد ما، واللغة التي وصفوا أنفسهم بأنهم ذوو كفاءة منخفضة بها.

كما تم أيضا فحصهم أثناء الاستماع إلى أربع لغات لم يتحدثوها على الإطلاق.

وكشفت فحوصات الدماغ أن شبكة اللغة تنشط أكثر عندما استمع المشاركون إلى اللغات التي كانوا أكثر كفاءة فيها. ومع ذلك، لم ينطبق ذلك على اللغات الأصلية للمشاركين، ما أدى إلى تنشيط شبكة اللغات بشكل أقل بكثير من اللغات غير الأصلية التي كان لديهم إتقان مماثل فيها. ويشير هذا إلى أن إتقان اللغة الأم لا يحتاج إلى بذل جهد كبير لتفسيرها.

ورأى الباحثون ظاهرة مماثلة عندما استمع متعددو اللغات إلى لغات لا يتحدثونها: كانت شبكاتهم اللغوية أكثر تفاعلا عند الاستماع إلى لغات مرتبطة بلغة يمكنهم فهمها، مقارنة بالاستماع إلى لغات غير مألوفة تماما.

إرسال تعليق