رئيسي: الشعب الايراني لن يرضخ لمنطق القوة وعلى الاميركيين تغيير نهجهم تجاهه

رئيسي: الشعب الايراني لن يرضخ لمنطق القوة وعلى الاميركيين تغيير نهجهم تجاهه

اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي بان الشعب الايراني لن يرضخ لمنطق القوة وعلي الاميركيين تغيير نهجهم تجاهه.
رمز الخبر : 3302

أفادت وکالة آنا الإخباریة، جاء ذلك في حوار اجرته شبكة CNN الأمريكية مع الرئيس آية الله رئيسي أجاب فيه على أسئلة هذه الشبكة في مختلف المجالات منها تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، والإفراج عن اصول إيران المجمدة في بعض الدول ، وسحب ثقة إيران من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجنسيات بريطانية وفرنسية وألمانية، والاتفاق النووي ، وجهود تطبيع علاقات الكيان الصهيوني في المنطقة وعدم جدوى هذه الإجراءات في طريق حل القضية الفلسطينية واعمال الشغب التي شهدتها إيران العام الماضي.

وقال: سعى الأمريكيون إلى تحقيق هدفين تجاه إيران. أولاً، فرض العزلة عليها وهو الامر الذي فشل من خلال انضمامنا إلى منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواسعة مع الدول الأخرى، وثانياً، خلق اليأس والاحباط لدى الشعب الإيراني بسبب الضغوط والعقوبات، والتي تعود أيضاً إلى تقدمنا ​​في مختلف المجالات، على عكس رغبة الغربيين التي لم تتحقق. إيران دولة متقدمة رغم كل عداوات الغرب.

واضاف: أنا هنا أتحدث إلى الادارة الحاكمة الأمريكية؛ أنتم الذين امضيتم 40 عاماً من العقوبات والتهديدات ضد الشعب الإيراني، ولكنكم لم تحققوا أي نتائج، أعيدوا النظر في عداوتكم لهذا الشعب ولا تحاربوا إرادته واعلموا أن الشعب الإيراني قرر العيش المستقل ويتقدم يوما بعد يوم.

وقال: في رأيي أن الحقبة التي كانت تريد فيها أمريكا الهيمنة على الشعوب بهذه الأساليب قد انتهت. لقد تشكلت في العالم قوى ناشئة ستبلور مستقبل العالم.

واكد قائلا: ان الشعب الإيراني اثبت أيضاً أنه لن يرضخ لمنطق القوة، مثلما لم يرضخ حتى الآن، وعلى الأميركيين أن يغيروا نهجهم تجاه هذا الشعب.

*تبادل السجناء

وحول صفقة إطلاق سراح السجناء الأخيرة بين واشنطن وطهران، شدد رئيسي على أن الإيرانيين الذين كانوا في الولايات المتحدة سجنوا ظلمًا، واضاف: أن الأمريكيين الذين سجنوا في ايران ارتكبوا جرائم وتمت إدانتهم خلال مراحل المحاكمة.

وقال: كانت هناك فرصة لحدوث هذا التبادل. وهذا التبادل كما قلت كان لدوافع إنسانية بحتة، وأعتقد أن هذا الإنجاز كان سبباً في سعادة أهالي السجناء، فضلاً عن تمكننا من إظهار الوجه الحقيقي لدوافعنا وجهودنا الإنسانية.

*الاصول المجمدة

وفيما يتعلق بالأموال الايرانية المجمدة في بعض الدول، أكد رئيسي أن: هذه الأموال هي ملك لشعب إيران. وحتى الآن، تم تجميدها ظلما وبشكل غير عادل.

واضاف أنه "بطبيعة الحال، عندما تعود هذه الأموال، سيتعين إنفاقها على الأهداف التي تلبي احتياجات الشعب الإيراني. ومن المؤكد أننا سنحافظ على جوهر إيماننا بأن الهدف هو إنفاق تلك الأموال للاستجابة لاحتياجات الشعب الإيراني".

*الانشطة النووية

وقال رئيسي حول عمليات التفتيش للمنشآت النووية الايرانية: لو أردنا ألا تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش الأنشطة النووية الإيرانية، لكانت لدينا طرق أخرى، وكنا سنقول رسمياً إننا لن نتعاون، في حين أن أساس إيران كان قائماً على التعاون منذ البداية. وهذا ما أكده المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديروها، وأكدوا أن إيران تعاونت بشكل كامل مع الوكالة.

واضاف: لقد تم هذا التعاون بطريقتين، الأولى من خلال تركيب كاميرات تسجل بشكل دائم ومستمر جميع تفاعلات المراكز النووية الإيرانية، والثانية من خلال عمليات التفتيش الدورية التي يقوم بها مفتشو الوكالة. وقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكدت 15 مرة أن الأنشطة النووية لجمهورية إيران الإسلامية كانت سلمية تماما وليس بها أي انحرافات.

وتابع: لقد قلنا في الأساس عدة مرات أن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة الدفاعية الإيرانية، لأننا لا نحتاج إليها ولا نؤمن بالأسلحة النووية. في رأينا وبناء على فتوى قائد الثورة الإسلامية، فإن الأسلحة النووية هي من أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي يحرم إنتاجها وتخزينها، ونحن ملتزمون بهذه الفتوى. وهذا النهج يلزمنا من الناحية الفقهية والإسلامية بعدم المبادرة الى إنتاج الأسلحة النووية بأي شكل من الأشكال، ولم يتبين حتى الآن أي سبب يدفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى التصرف ضد هذا الاعتقاد.

وقال: إن بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عدم وجود انحرافات في البرنامج النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتمد على صور الكاميرات وتفتيش مفتشي هذه الوكالة. والآن ترون، في مرحلة ما، تأتي ثلاث دول أوروبية وتنشر بياناً وتطلق فيه ادعاءات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وتتجاهل في المقام الأول تقارير وبيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واضاف: لم نقل قط إننا لا نريد التفتيش، بل قلنا إن ثقتنا سلبت من الأشخاص الذين لهم علاقة بهذه الدول الثلاث (المانيا وبريطانيا وفرنسا)، ولكن ليس لدينا مشكلة في مبدأ التفتيش ووجود مفتشين من جنسيات مختلفة، ودائما ما كان المفتشون من جنسيات مختلفة ياتون  إلى إيران، والآن يرتكز تعاوننا أيضًا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

*التخصيب بنسبة 60 بالمائة

وتابع رئيس الجمهورية: إن هذا الإجراء الذي اتخذته إيران يأتي ضد انتهاك الالتزامات والاتفاقيات الذي حدث من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث. لم نسع للتخصيب بنسبة 60% منذ البداية. وفقا لمعاهدة خطة العمل الشاملة المشتركة، كان لدينا التزام الا ان أميركا انسحبت من الاتفاق، كما خالف الأوروبيون التزاماتهم، وإيران وحدها هي التي أوفت بالتزاماتها.

واضاف: لقد أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسميا أن هذا الإجراء لا يعني بأي حال من الأحوال التوجه نحو إنتاج الأسلحة النووية، ولكنه رد على انتهاك الالتزامات والسلوك غير الملتزم للأوروبيين والولايات المتحدة.

وقال : اليوم على الدول الأوروبية واميركا أن تتخذ قراراً، لماذا أصبحت مترددة، لماذا لا يتخذ الأوروبيون قراراً، إيران التي أعلنت قرارها ورأيها رسمياً، والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أجرت وتجري عملية تقتيش؛ اليوم الكرة في ملعب أميركا وأوروبا، وعليهما أن يقررا الوفاء بالتزاماتهما وإلغاء العقوبات.

وتابع: عندما أوفت إيران بالتزاماتها بالكامل بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وبتاييد الوكالة نفسها، ألم يكن ينبغي رفع العقوبات عنها؟ ألا ينبغي مساءلة أمريكا والدول الأوروبية في هذا الصدد؟ وفي هذا السياق لدينا سؤال جدي للولايات المتحدة والدول الأوروبية الأطراف في المعاهدة، لماذا رغم امتثال إيران لالتزاماتها لم يتم إلغاء العقوبات فحسب، بل تم تشديدها!؟ .

*التطبيع مع الكيان الصهيوني

وحول محاولات التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الحكومات العربية قال: ان شعوب هذه البلدان تكره بشدة الكيان الصهيوني، وقد استسلمت حكوماتها لضغوط الأمريكيين من أجل بقائها. ان فكرة الأمريكان هي أنهم من خلال قيامهم بذلك يخلقون نوعا من الأمن للكيان الصهيوني، في حال تم تطبيع علاقات بعض هذه الدول معه. الا ان هذا الامر لا يخلق له الأمن بأي شكل من الأشكال، لأنه في ورطة داخلية وخارجية، وهو مكروه بشدة من جميع الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، وبتعبير اخر من قبل الشعوب في جميع أنحاء العالم.

واضاف: اليوم، يعد الكيان الصهيوني النظام الأكثر كراهية في العالم، وقد ارتكب الكثير من الجرائم ضد الإنسانية وانتهك الكثير من الاتفاقيات.

وتابع: من ناحية حاول الأمريكيون وضع أيدي بعض الحكومات الإقليمية في يد الكيان الصهيوني، ومن ناحية أخرى، قاموا بنشر الخوف من إيران في قلوب دول المنطقة، ولكن عندما تقترب هذه الدول من إيران وتقيم العلاقات معها ترى ان هذا الخوف خلقته لهم أمريكا وهو غير حقيقي.

واضاف رئيس الجمهورية: أن أياً من هذه الجهود الأميركية، أي اثارة الخوف من إيران من جهة، ومحاولة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في المنطقة من جهة أخرى، والتي تتم بهدف استمرار وبقاء الكيان، لم تنجح حتى الآن.

وقال: إذا كانت أميركا ناجحة في الاتفاقيات والجهود السابقة لتوطيد واستقرار الكيان الصهيوني، فإنها ستكون ناجحة أيضاً في الجهود الأخيرة لتطبيع العلاقات.

*حل القضية الفلسطينية

واكد بان الحل الجذري للقضية الفلسطينية لا يكمن في التطبيع مع الكيان الصهيوني بل الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، واضاف: إن شعوب دول المنطقة أيضاً تعتبر التطبيع بمثابة خيانة للشعب الفلسطيني وقضيته، لذلك ليس هذا هو الحل للمشكلة، بل لن تحل المشكلة إلا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

واضاف: إن حل هذه المشكلة هو من خلال المبادرة التي طرحها قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي، انه لكل فلسطيني، بغض النظر عن كونه مسلما أو يهوديا أو مسيحيا، حق التصويت في انتخابات نزيهة وحرة لاختيار نوع وشكل الدولة الفلسطينية الشرعية في ارض فلسطين.

وقال: أليس الأميركيون هم أكبر ادعياء الديمقراطية في العالم، ألم يؤكدوا مراراً وتكراراً أنهم يؤمنون باحترام صوت الشعوب وإقامة الحكومات على أساس الآليات الديمقراطية! لذا، فلتطبق الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عندما يكون هناك مثل هذا الحل، لماذا يتم اختيار الحلول المعقدة والفاشلة مرة أخرى!.

واضاف: الحلول المبنية على الضغط من أمريكا وحلفائها الغربيين واثارة الخوف من إيران لم تنجح ، فلماذا يعاد تكرارها، ولماذا لا تبحثون عن حلول يمكنها حل المشكلة؟.

إرسال تعليق