السودان: محادثات مرتقبة بين طرفي الصراع في السعودية.. والمعارك تتوسع وتشتد
أفادت وکالة آنا الإخباریة، ورحبت الولايات المتحدة والسعودية في البيان بـ"بدء المحادثات الأولية" في جدة، بين طرفي الصراع، وحث البلدان، الجهتان على "الانخراط الجاد" في هذه المحادثات وصولاً إلى "وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع".
كما طالبت الرياض وواشنطن الطرفين برسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع، وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضرر.
وحضت السعودية والولايات المتحدة على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش السوداني، إرسال مفاوضين إلى مدينة جدة، من أجل البحث في وقف إطلاق النار.
المعارك تشتد رغم الحوار المرتقب
وبرغم الهدنة التي تعهّد طرفا الصراع الالتزام بها، والتفاؤل بالحوار المرتقب، احتدت المعارك على الأرض.
وهزت انفجارات وسط منطقة الخرطوم بحري، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات. وقال الجيش، في بيان، إن "المتمردين هاجموا منطقة الخرطوم بحري العسكرية ومنطقة العاصمة العسكرية"، مؤكداً أن قوات الجيش صدت للهجوم.
كما أكد الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع "أجبرت مهندسين على تعطيل محطات التحكم بالكهرباء والمياه"، مما أدى لانقطاعهما عن مناطق واسعة بالبلاد.
وقال إن قوات الدعم السريع، استمرت في خرق الهدنة المعلنة، وقامت بعدد من الانتهاكات، واتهمها بنهب وحرق مجمع عفراء التجاري، وكسرِ ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب.
وأضاف الجيش أن عناصر من الدعم السريع احتلت مقر الملحقية العسكرية، للسفارة السعودية بحي الرياض، وتمركزت به قوة على متن 17 عربة مسلحة.
في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع استعادة خدمة الكهرباء بعدد من ولايات ومدن شرق ووسط السودان، بمعاونة مهندسين وفنيين لإصلاح خطوط الإمداد، متهمةً طيران الجيش بتدمير تلك الخطوط ومن وصفتهم بـ"كتائب الظل والفلول".
كذلك، أكدت قوات الدعم السريع أنها تواصل العمل مع فريق هندسي كبير لإصلاح الخلل في محطة مياه بحري "لاستعادة الخدمة لجميع المواطنين".
وقالت أيضاً إنها تصدت لهجوم متكرر من الجيش في ساعات سريان الهدنة، مما "يؤكد تنازع اتخاذ القرار داخل قيادة الجيش"، وفق البيان.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت موافقتها على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، وذلك استجابة لوساطة أميركية سعودية.
المؤسسات الطبية قد تتحول لساحات مواجهة
على الصعيد الإنساني، طالبت نقابة أطباء السودان أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها. ورفضت -في بيان- أي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية.
وقالت النقابة إن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية أو استخدامها منصات للقصف يحوّلها لساحة معركة، مشيرةً إلى أنها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين، ولا تسمح لأي طرف بالتدخل في القرار المهني.
وفي بيان لها، أفادت نقابة الأطباء بارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراع إلى 473 قتيلا و2454 مصاباً.
كما ذكر مدير مستشفى الدولي بالخرطوم بحري، أنهم يعانون نقصاً حاداً في المستهلكات الطبية، ويخشون التوقف عن العمل في ظل استمرار الحرب. وأطلق نداء للشركات الطبية لفتح أبوابها ومدهم بالمستلزمات الطبية وخدمة المياه التي ما زالت غير متوفرة، حسب قوله.
واندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/أبريل الفائت، وقد أجلت الدول بعثاتها ورعاياها من السودان.
ولليوم الـ22 على التوالي، تواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عددٍ من أحياء الخرطوم، ولا سيّما في محيط المطار، على الرغم من وعود بهدنة، بحسب ما أفاد شهود لوكالة "فرانس برس".
من ناحيتها، قالت الأمم المتحدة إنّ نحو "19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حاداً خلال الأشهر المقبلة".
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة، "يونيسف"، في وقت سابق اليوم، إلى تقارير تُفيد بسقوط 7 أطفال كل ساعة بين قتيلٍ وجريح.
وأضافت المنظمّة الأممية أنّها تلّقت تقارير من شريكٍ موثوق به - لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بصورة مستقلة بعد - تفيد بأنّ 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الـ 11 الأولى من القتال.
ومنذ 15 نيسان/أبريل الماضي، أسفر القتال بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي أل إي دي).
وأمس، وصف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأوضاع في السودان بـ "المقلقة للغاية"، محذراً من أنّها تشهد تدخلات وإثارات خارجية.