النانو-بوليمرات الإيرانية تدخل الأسواق الإقليمية وتعزّز كفاءة الصناعات الثقيلة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، تمكّنت شركة معرفية (قائمة على المعرفة) تُعدّ من المورّدين الرئيسيين للمواد الكيميائية المتقدمة لقطاعات النفط والغاز والبتروكيميائيات والزراعة وصناعة البوليمرات، خلال السنوات الأخيرة، من إنتاج حزمة واسعة من المنتجات، تشمل إضافات سوائل الحفر، ومثبّطات التآكل والترسّب، ومساحيق النانو، والسوائل النانوية، والنانو-بوليمرات السيليكونية.

وقد أسهمت هذه المنتجات بدور فاعل في رفع كفاءة العمليات الصناعية، وخفض استهلاك الطاقة، والحد من الآثار البيئية السلبية. وفي مجال المواد المستخدمة في صناعة النفط والغاز، توفّر الشركة طيفاً متنوعاً من الإضافات الكيميائية التي تعمل على تحسين أداء المعدات وخطوط النقل.

وبحسب خبراء الشركة، ينصبّ التركيز الأساسي في هذا المجال على تطوير مواد تحافظ على كفاءتها في ظروف التشغيل القاسية، وقادرة على تقليل معدلات التآكل والترسّب وفواقد الطاقة. ولا يقتصر استخدام هذه المنتجات على قطاع النفط والغاز فحسب، بل تمتد تطبيقاتها إلى محطات توليد الطاقة، والصناعات الغذائية، وصناعة الفولاذ، والبتروكيميائيات.

ولا تقتصر أنشطة الشركة على المواد الكيميائية الصناعية فقط، إذ تنتج في قطاع الزراعة أيضاً مجموعة من المنتجات المتقدمة، من بينها المواد فائقة الامتصاص، والأسمدة النانوية الدقيقة، وإضافات تحسين التربة، بهدف تقليل استهلاك المياه، وزيادة امتصاص العناصر المفيدة، وتحسين جودة التربة.

وقد أتاح دمج تقانة النانو بالعلوم الزراعية تحقيق فعالية أعلى واستدامة أكبر مقارنة بالمنتجات التقليدية. وخلال الأعوام الأخيرة، دخل أحد أبرز منتجات الشركة، وهو النانو-بوليمر السيليكوني، مرحلة التصدير. فقد تم تصدير هذا المنتج في البداية إلى جمهورية العراق، ومع الإقبال الذي حظي به لدى العملاء الخارجيين وجودته التنافسية، تم تمهيد الطريق لتصديره إلى تركيا أيضاً.

ووفقاً لما أعلنته الشركة، تجري حالياً مفاوضات لمنح وكالة رسمية في تركيا، في إطار استراتيجية تهدف إلى توسيع الحضور الإقليمي وترسيخ مكانة إيران في سوق النانو-بوليمرات الصناعية. ويتميّز هذا النانو-بوليمر السيليكوني، إلى جانب استقراره العالي، بقدرته على تشكيل أغشية رقيقة وإيجاد أسطح فائقة الطرد للماء.

وقد جعلت هذه الخصائص منه مادة مناسبة للاستخدام في صناعات البلاستيك، وإنتاج المواد المقاومة للغبار والبخار، وكذلك في تصنيع إضافات الوقود، ومنظفات المحركات، والمواد الكيميائية الخاصة بالسيارات، وبعض المبيدات الزراعية.

ووفقاً لمتخصصي الشركة، فقد تم خلال السنوات الماضية إنتاج أكثر من 200 طن من هذا المنتج، ما أتاح له الاستحواذ على حصة ملموسة من السوق المحلية، وتحقيق مبيعات مالية كبيرة بفضل أدائه المتفوق. وقد خُصّص جزء مهم من هذه المبيعات لتلبية احتياجات شركات قطاع النفط، والصناعات الكيميائية، وكبرى الشركات المنتجة للمواد الصناعية.

وبالتوازي مع تسويق منتجاتها الحالية، تعمل الشركة على تطوير ثلاثة منتجات نانوية أخرى وصلت إلى المراحل النهائية من الحصول على شهادة المقياس النانوي. وتشمل هذه المنتجات: مكمّلاً للبنزين يحتوي على جسيمات سيليكون نانوية، ورذاذاً نانوياً مضاداً للغبار، وأكياس نفايات مضادة للبكتيريا.

ويهدف تطوير هذه المنتجات إلى تقديم حلول مبتكرة لتحسين جودة الاستخدام، وزيادة المتانة والكفاءة والسلامة في المنتجات الصناعية والمنزلية واسعة الاستهلاك. كما أعلنت الشركة، في ضوء تزايد الطلب وتوسّع خطوط الإنتاج والتنوّع الكبير في الطلبيات القادمة من مختلف القطاعات الصناعية، عن بدء إنشاء مصنع متكامل ومركزي في المنطقة الصناعية شمس‌آباد.

ومن المقرر أن تسهم هذه الوحدة الصناعية الجديدة في رفع الطاقة الإنتاجية، كما ستجمع، بفضل بنيتها المتكاملة، بين أنشطة البحث والتطوير، والإنتاج، وضبط الجودة، والتغليف في موقع واحد، بما يسرّع عملية تحويل المنتجات الجديدة إلى سلع تجارية. إن تنامي الصادرات، وتطوير منتجات جديدة، والحضور الفاعل في مجالات النفط والبتروكيميائيات والزراعة وصناعة البوليمرات، يعكس الدور المتصاعد لهذه الشركة في إنتاج المواد النانوية الصناعية.

وتسعى الشركة، من خلال حصولها على المعايير الدولية ISO 9001 وISO 14001 وISO 45001 وشهادة GQS، إلى ترسيخ موقعها بوصفها أحد مزوّدي المواد الكيميائية المتقدمة على مستوى المنطقة. ومع اتساع سوق المواد النانوية وازدياد حاجة الصناعات إلى الإضافات المتخصصة والمستدامة، نجحت منتجات هذه الشركة في أن تكون بديلاً مناسباً للنماذج الأجنبية، فيما تشهد مساراتها التصديرية توسعاً متواصلاً.

وتعتمد الشركة على التقنيات الحديثة وفريق متخصص، وتتبع نهجاً قائماً على الاستدامة والابتكار ورفع الكفاءة الصناعية؛ وهو نهج مرشّح لأن يسهم خلال السنوات المقبلة بدور ملموس في تحديث العمليات الصناعية محلياً وتوسيع الحضور في الأسواق الدولية.