الشاشات وتأخر النطق عند الأطفال: مخاطر رقمية تهدد تطوير اللغة
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أظهرت تقارير طبية أن الاعتماد المفرط على الشاشات خلال السنوات الأولى من العمر يحرم الأطفال من التجارب اللغوية الأساسية، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الكلام حتى سن الثالثة في كثير من الحالات، وتشير الدراسات إلى أن نصف مشكلات النطق الحالية بين أطفال ما قبل المدرسة ناجمة عن هذا النمط التربوي الرقمي.
وقالت الطبيبة المختصة بعلاج النطق واللغة، والتي تعمل في هذا المجال منذ أكثر من 13 عاماً، إن مثل هذه الحالات كانت نادرة سابقاً، أما اليوم فيأتي الأطفال إلى العيادة وهم غير قادرين على الكلام أو بالكاد يستخدمون كلمات منفردة، وغالباً في عمر الثالثة أو الرابعة.
حالة طفل نموذجي
توضح الطبيبة قصة الطفل "أيدن" البالغ من العمر ثلاث سنوات، الذي بالكاد كان يستطيع قول كلمة "ماما"، ورغم مهاراته في التعامل مع تطبيقات الآيباد، كان يعاني ضعفاً شديداً في اللغة والتواصل. وبعد تقييم شامل، تبين أن أيدن ليس مصاباً بالتوحد، بل تأخر نطقه نتيجة قضاء معظم وقته أمام الشاشات، بدلاً من اللعب والتفاعل المباشر مع والديه.
الآثار على الصحة النفسية والسلوك
غياب التفاعل المباشر يؤدي إلى نوبات غضب وتأخر مهارات الإدراك واللغة، ويؤثر لاحقاً على الأداء المدرسي والصحة النفسية للأطفال. ويشير الخبراء إلى أن الخطوات الأساسية لاكتساب اللغة تشمل الانتباه، الإصغاء، واللعب التخيلي، وكل هذا مفقود عند الأطفال المفرطين في استخدام الشاشات.
مسؤولية الأهل والوقاية
تشير استطلاعات الرأي إلى أن 44% من معلمي المرحلة الابتدائية يلاحظون أن واحداً من كل خمسة أطفال يعاني صعوبة في التواصل بالمستوى المناسب لعمره، فيما يرى ثلاثة أرباعهم أن الأهالي في حالة إنكار.
وتوصي الطبيبة بوضع الهواتف والأجهزة اللوحية جانباً، وإتاحة فرص تواصل اجتماعي مباشر للأطفال، خصوصاً من خلال اللعب الجماعي وأنشطة التخيّل، التي تعد أساساً لتطوير اللغة والمهارات الاجتماعية.
كما تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتقليل وقت الشاشة للأطفال دون عمر السنتين، ودعت السلطات في بريطانيا إلى وضع تحذيرات صحية على تطبيقات الأطفال المماثلة لتلك الموجودة على علب السجائر، لحماية الأطفال من تأثيرات الإدمان الرقمي على صحتهم العقلية وتعلمهم.