الهَوائِل النانوية تحوّل تحديات الطاقة في الشتاء إلى فرص صناعية جديدة في إيران
05 December 2025 | 09:54
  • 26 November 2025 - 10:34

    الهَوائِل النانوية تحوّل تحديات الطاقة في الشتاء إلى فرص صناعية جديدة في إيران

    تطبيق العوازل الحرارية المتقدمة على المجمعات البتروكيميائية أسهم في منع تسرب الغاز، تحسين كفاءة الطاقة، ودعم استمرارية الإنتاج الصناعي الحيوي.
    رمز الخبر : 8906

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، تشير التحليلات الفنية الصادرة عن جهات بحثية وصناعية إلى أن العوازل الحرارية المصنوعة من الهَوائِل — باعتبارها واحدة من أكثر المواد النانوية تقدّمًا — لعبت دورًا أساسياً في تحسين كفاءة الطاقة في المنشآت الصناعية والبتروكيميائية.

    وتتميز هذه المادة ببنية فائقـة المسامية تتجاوز 95%، وبحفرات نانوية يتراوح قطرها بين 20 و30 نانومترًا، ما يرفع قدرتها على الحد من انتقال الحرارة مقارنة بالعوازل التقليدية.

    وبحسب التقارير المعتمدة، جرى خلال السنوات الثلاث الأخيرة إنتاج نحو 24 ألف متر مربع من عوازل الهَوائِل وتركيبها في مواقع صناعية متنوعة، بما في ذلك منشآت بتروكيميائية كبرى مثل بتروكیمیاء أروند وفناوران ومصفاة تبریز.

    وقد تم تركيز عمليات العزل على المعدات ذات التدفّقات الحرارية العالية، حيث أثبتت قياسات الأداء انخفاضًا كبيرًا في ضياع الحرارة وتحسنًا في الاستقرار الحراري للتجهيزات.

    ويُعدّ مشروع العزل الحراري في مجمع بتروكیمیاء أروند مثالًا بارزًا على الأداء الملموس لهذه التقنية. فقد جرى تنفيذ العزل على مساحة 400 متر مربع باستخدام 1700 متر مربع من عازل الهَوائِل، ما أسفر عن تسجيل توفير سنوي يقارب 10 ملايين متر مكعب من الغاز.

    وعلى مستوى البلاد، وصل مجموع الوفر المحقق من المشاريع المماثلة إلى نحو 240 مليون متر مكعب.

    وتشير معطيات مركز الأبحاث البرلماني في تقريره الشتوي لعام 2023 إلى أن هذا الرقم يعادل يومًا كاملًا من عجز الطاقة في أشهر البرد، وهو العجز الذي عادة ما يفرض قيودًا على تزويد الصناعات بالغاز ويؤدي إلى تراجع الإنتاج وتعطّل سلاسل القيمة.

    ومن ثم فإن الحد من ضياع الطاقة بهذا الحجم يُنظر إليه كأداة فعّالة في تعزيز أمن الطاقة الوطني ورفع مرونة شبكة الإمداد.

    كما أظهرت تقارير اقتصادية صادرة عن مركز أبحاث غرفة التجارة الإيرانية في سبتمبر 2024 أن الانقطاعات الغازية في قطاع البتروكيميائيات تتسبب سنويًا بخسائر تصل إلى 1.7 مليار دولار.

    وبناءً على حجم الوفر المحقق بالعوازل النانوية، قدّرت الدراسة انخفاض الخسائر الاقتصادية بنحو 4.5 مليون دولار، ما يؤكد أن أثر هذه التقنية يتجاوز تقليل استهلاك الطاقة ليشمل دعم استمرارية الإنتاج واستقرار العائدات التصديرية.

    وإضافة إلى مكاسب الطاقة والاقتصاد، أسهم استخدام الهَوائِل في خفض الانبعاثات الملوِّثة، والحد من الصدمات الحرارية المؤثرة على العمر التشغيلي للمعدات، وتقليل تكاليف الصيانة الدورية.

    كما أسهمت عملية توطين إنتاج هذه العوازل في تطوير البنى التحتية للمواد النانوية داخل البلاد، وتعزيز المكانة التنافسية للشركات المعرفية العاملة في مجال تقنيات الطاقة والعزل الحراري.

    إرسال تعليق