اختراق علمي يبشّر مرضى السرطان/ تحرير جيني يعيد فعالية العلاج الكيميائي
06 December 2025 | 01:38
  • اختراق علمي يبشّر مرضى السرطان/ تحرير جيني يعيد فعالية العلاج الكيميائي

    نجح فريق بحثي في تحقيق تقدّم لافت في معالجة سرطان الرئة، بعدما تمكن من استخدام تقنية "كريسبر" لتعطيل الجين المسؤول عن مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي، ما أعاد فاعلية الأدوية التقليدية ضد الأورام.
    رمز الخبر : 8898

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد تحرير الجينات التابع لـ"كريستيانا كير" ونُشرت في مجلة Molecular Therapy Oncology بتاريخ 14 نوفمبر، أكدت أنّ تعطيل جين NRF2 عبر تقنية CRISPR أعاد حساسية خلايا سرطان الرئة للعلاج، وساهم في إبطاء نمو الأورام بشكل واضح، بعد سنوات من الأبحاث المعمّقة حول دور هذا الجين في تعزيز المقاومة الدوائية.

    ووفقاً لنتائج البحث، فقد أثبتت التجارب المعملية على خطوط خلايا سرطان الرئة البشرية، وكذلك الدراسات الحيوانية، استجابة ثابتة للعلاج بعد تعطيل الجين المتحور، مما يمهّد للانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية. وقالت الدكتورة كيلي باناس، الباحثة الرئيسية ونائبة مدير البحوث في المعهد، إن المعطيات التي جُمعت "كانت قوية في كل مراحل الدراسة، وتشكل قاعدة صلبة للتقدم نحو اختبارات على البشر".

    ورغم تركيز الدراسة على سرطان الرئة حرشفي الخلايا، والذي يُعد من أكثر الأنواع شراسة ويمثل 20–30% من حالات السرطان، إلا أنّ الباحثين يرون أن نتائجهم تحمل آفاقاً أوسع. فجينة NRF2 تلعب دوراً مركزياً في مقاومة العلاج الكيميائي ضمن طيف من الأورام الصلبة، من بينها سرطانات الكبد والمريء والرأس والرقبة.

    وأكدت باناس أن هذه الخطوة "تمثل تقدماً جوهرياً في التصدي لأحد أصعب تحديات علاج السرطان"، موضحة أن استهداف العامل الرئيسي للمقاومة أعاد للأدوية الكيميائية فعاليتها التقليدية.

    وتوصل الفريق إلى أنّ طفرة محددة في الجين NRF2 تُعرف بـ R34G تمنح الخلايا السرطانية قدرة أكبر على تحمّل الضغط الدوائي. ومن خلال تعديل خلايا سرطان الرئة الحاملة لهذه الطفرة باستخدام CRISPR/Cas9، تمكن الباحثون من تعطيل الجين، ما أعاد استجابة الخلايا لأدوية شائعة مثل كاربوبلاتين وباكليتاكسيل.

    كما أظهرت النماذج الحيوانية أن الأورام المعالجة بتقنية "كريسبر" نمت ببطء أكبر واستجابت بفاعلية أعلى للعلاج الكيميائي.
    الدكتور إيريك كيميك، المدير التنفيذي للمعهد والمؤلف الرئيسي المشارك، قال إن هذه النتائج "تعيد صياغة منهج التفكير في مواجهة السرطانات المقاومة"، موضحاً أن النهج الجديد لا يعتمد على تطوير أدوية بديلة، بل على استعادة فاعلية الأدوية الموجودة من خلال تحرير الجينات.

    ومن المفاجآت البارزة أنّ تعديل ما بين 20% و40% فقط من خلايا الورم كان كافياً لتحسين الاستجابة للعلاج وتقليص حجم الأورام، وهو ما يُعد عاملاً حاسماً لإمكانات التطبيق السريري، نظراً لصعوبة تعديل جميع الخلايا السرطانية في أي ورم.

    ولنقل نظام التحرير الجيني إلى الخلايا، استخدم الباحثون جسيمات نانوية دهنية (LNPs)، وهي وسيلة آمنة وغير فيروسية أثبتت قدرة عالية على إيصال تقنية كريسبر بدقة كبيرة، مع معدلات ضئيلة من التعديلات غير المقصودة.

    وفي ختام الدراسة، قالت باناس: "إن قوة هذا النهج تكمن في دقته العالية؛ فهو يشبه سهماً يصيب هدفه مباشرة. هذه الدقة، مع ندرة الآثار الجانبية المحتملة، تمنح المرضى أملاً حقيقياً في علاجات جينية أكثر فاعلية وأماناً مستقبلاً".

    إرسال تعليق