تعاون الإنسان والذكاء الاصطناعي يحقق إنجازاً طبياً في إيران لتشخيص سرطان الثدي المبكر
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وصرح الدكتور مهران عرب أحمدي، أخصائي الأشعة ومدير قسم البحث والتطوير في الشركة، إن المشروع يهدف إلى الكشف المبكر وتقليل حالات إغفال الآفات السرطانية في صور الماموغرافيا لدى المريضات.
وأشار إلی أن الإحصاءات تشير إلى تسجيل حالتين جديدتين من سرطان الثدي كل ساعة بين النساء الإيرانيات، موضحاً أن التشخيص المبكر عبر الفحص المنتظم يمكن أن يقلل بشكل كبير من مضاعفات المرض ويمنع تقدمه.
وشدد عرب أحمدي علی أن إجراء فحوص الماموغرافيا للنساء فوق سن الأربعين يمثل الوسيلة الأساسية للكشف المبكر، مشدداً على أن اكتشاف الأورام الصغيرة في مراحلها الأولى يساهم بفعالية في تحسين نتائج العلاج وخفض معدلات الوفيات.
وأعلن مدير البحث والتطوير أن الشركة قامت بتصميم وتطوير نظام مساعد للأشعة قائم على الذكاء الاصطناعي لتشخيص الكتل والنتائج المشبوهة في سرطان الثدي، لافتاً إلى أن فكرة المشروع بدأت عام 2019، وأن النظام يُستخدم حالياً في نحو 30 مركز تصوير طبي في مختلف أنحاء البلاد.
وبيّن أن دمج هذا النظام مع عمل أخصائيي الأشعة أدى إلى رفع حساسية التشخيص بنسبة 20 بالمئة، وتقليل الإحالات غير الضرورية للتصوير الإضافي بنسبة 10 بالمئة، نتيجة زيادة الثقة لدى الأطباء أثناء تحليل الصور.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يتأثر بالإرهاق أو ضغط العمل، ما يساهم في الحفاظ على مستوى ثابت من الدقة التشخيصية. وأشار عرب أحمدي إلى أن التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي أسهم في تسريع عملية الكشف عن المرض وتقليل تكاليف العلاج والأضرار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الإصابة بسرطان الثدي.
وشدد علی أن هدف الشركة هو توسيع نطاق استخدام هذه التقنية على مستوى وطني، مبيناً أن التكاليف الأولية لتجهيز المراكز الطبية يمكن تعويضها بسهولة من خلال الوفر المالي الناتج عن التشخيص المبكر وتقليص نفقات العلاج.
وفيما يتعلق ببيانات التدريب، أعلن أن النظام يعتمد على قاعدة بيانات مكونة من 400 ألف صورة ماموغرافية محلية مؤكدة التشخيص، ما يجعلها ثاني أكبر قاعدة بيانات من نوعها في العالم. وأضاف أن النظام حظي باهتمام واسع في المؤتمرات الدولية، لا سيما في مؤتمر الأشعة الأوروبي في النمسا.
وأشار إلی أن زيادة حجم قاعدة البيانات رفعت من دقة أداء الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن النظام تم تدريبه حصرياً على بيانات محلية دون استخدام أي صور أجنبية، مع إمكانية تكييفه للعمل في دول أخرى وفقاً لبياناتها المحلية.
ولفت إلى أن المشروع ما زال في مرحلة التطوير والتحديث المستمر، حيث تم تجهيز عدد من المراكز في طهران بهذه التقنية، بدءاً من مستشفى الإمام الخميني (ره)، مروراً بمستشفيات آرش وبهار التابعة لجامعة طهران للعلوم الطبية، ووصولاً إلى مستشفيات رسول أكرم (ص)، الشهيد أكبر آبادي، وفيروزغر التابعة لجامعة إيران للعلوم الطبية.
وفيما يتعلق بالتكلفة والتغطية التأمينية، أكد عرب أحمدي أن تحليل الصور بالذكاء الاصطناعي مدرج ضمن التعرفة الرسمية لخدمات التصوير الطبي، وأن شركات التأمين التكميلي تغطي هذه الخدمة بالكامل. وأعلن أن الطبيب عند طلب فحص الماموغرافيا يمكنه إدراج رمز خدمة التحليل الذكي في الوصفة الطبية ليتمكن المريض من الاستفادة من الخدمة دون أي أعباء مالية إضافية.
وختم عرب أحمدي تصريحه بالتأكيد على ضرورة إجراء فحص الماموغرافيا سنوياً أو كل عامين للنساء فوق سن الأربعين، مشيراً إلى أهمية نشر الوعي حول الفحص المنتظم واستخدام التقنيات الذكية في التشخيص المبكر لسرطان الثدي للحد من انتشاره وتحسين فرص العلاج.