الشركة الإيرانية للمنتجات الذكية تطور صنابير نانوية موفرة للمياه
أفادت وکالة آنا الإخباریة، نجحت شركة تكنولوجية ناشئة في إيران ولأول مرة على مستوى البلاد في استبدال الهيكل المعدني التقليدي للصنابير بمركّب معدني قائم على تقنية النانو، ليحلّ محلّ النحاس الأصفر (البرونز)، المادة مرتفعة الثمن المستخدمة عادة في صناعة الصنابير. هذا الابتكار الجديد لا يقلل من الكلفة إلى النصف فحسب، بل يوفّر أيضاً ما يصل إلى 70% من استهلاك المياه.
وأعلن صادق شيرزادفرد، المدير التنفيذي للشركة الصناعية المتخصّصة في صناعة الصنابير الذكية، أن شركته تُعدّ وحدة تكنولوجية ناشئة ضمن حاضنة جامعة آزاد الإسلامية – فرع شيراز، وبدأت نشاطها منذ عام 2013 في مجال اللوحات الإلكترونية الذكية والمنازل الذكية.
وأشار إلی أن الشركة ركّزت في بدايتها على إنتاج المصابيح الذكية، قبل أن تتحوّل لاحقاً إلى تطوير الصنابير الذكية المزوّدة بحساسات، حيث تم تصنيع اللوحات الإلكترونية الخاصة بها وإطلاقها تجارياً تحت اسم العلامة التجارية «Vera». ومع ارتفاع أسعار المواد الخام، توجهت الشركة إلى إنتاج الصنابير الكلاسيكية لتوسيع قاعدة السوق.
وبيّن شيرزادفرد أن مجموعة منتجات الشركة تشمل اليوم صنابير كلاسيكية بموديلات وألوان متنوعة، وصنابير ذكية تعمل بالحساسات، إضافة إلى مادة نانوية جديدة طُوّرت لتحلّ محل النحاس الأصفر، وتتميز بخصائص مضادة للترسّب والبقع، مع إمكانية تقديم ألوان غير محدودة وكلفة إنتاج أقل.
وأضاف أن نشاط الشركة يمتد ليشمل البحث والتطوير والإنتاج الصناعي والاستشارات الفنية في مجال ترشيد استهلاك المياه في الأبنية السكنية والتجارية. وفي حديثه عن مسار التطوير، أوضح المدير التنفيذي أن أبحاث الشركة بدأت منذ عام 2013 وتوسعت تدريجياً إلى مرحلة الإنتاج الصناعي الكامل، محققة إنجازات بارزة مثل تسجيل العلامة التجارية «Vera»، ودخول سوق الصنابير الذكية والكلاسيكية، وتطوير باقة واسعة من المنتجات.
وصرح إن التحوّل الكبير جاء عام 2021 عندما بدأت أبحاث لتخفيض كلفة المواد الخام، وتوصّلت الشركة بعد سلسلة من التجارب إلى مادة نانوية جديدة تؤدي وظائف النحاس الأصفر نفسها، ولكن بنصف السعر تقريباً، وقد طُرحت لأول مرة في إيران. كما شاركت الشركة في معارض وطنية ودولية واستقطبت عدداً من الخريجين المتميزين.
وشدد شيرزادفرد علی أن الشركة تسهم في تعزيز الإيرادات غير الدراسية لجامعة آزاد الإسلامية من خلال دفع الإيجارات ضمن مركز النمو، كما تستفيد الجامعة من مشاريع تدريب الطلاب عبر مبادرة “بوياش”، التي تتيح للطلبة العمل في مشاريع تطبيقية تدرّ عليهم دخلاً وخبرة عملية.
وقال أن منتجات الشركة الذكية تقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70%، ما يجعلها حلاً عملياً لأزمة شحّ المياه، بينما تعتمد الصنابير الكلاسيكية على مخفّضات تدفق بدرجة كفاءة من الفئة C. وأشار إلی أن استخدام المواد النانوية الجديدة جعل الأسعار في متناول جميع الفئات، مع ضمان ميزات النظافة، ومقاومة الترسّب والبقع، فضلاً عن المساهمة في الحفاظ على الموارد المائية الوطنية.
وفي معرض حديثه عن التحديات، أضاف أن نقص السيولة يمثل العقبة الأساسية أمام التوسع التجاري، داعياً الجامعات والمؤسسات إلى الاستثمار المباشر في الشركات الناشئة بدلاً من الاكتفاء بتقديم الدعم اللوجستي، لضمان الاستدامة المالية للمشاريع المبتكرة.
من جهة أخری، ثمّن شيرزادفرد الدعم الذي تقدّمه جامعة آزاد الإسلامية من خلال توفير مساحات إنتاجية ومعارض وورش عمل ضمن “بيت الابتكار”، لكنه دعا إلى زيادة المخصصات المالية ورفع سقف الدعم المالي لمراكز النمو بما يتناسب مع معدلات التضخم، إلى جانب تسهيل الوصول إلى الأسواق التصديرية ودعم توفير المواد الخام والقروض المصرفية عبر مؤسسات مثل معاونیة العلوم والتكنولوجيا.
وختم بالقول إن تركيز الشركة في المرحلة الحالية ينصبّ على الإنتاج الكمي لصنابير ذكية بهياكل نانوية، مع خطط مستقبلية لإنشاء خط إنتاج صناعي واسع، وتوسيع نطاق التصدير إلى الأسواق الإقليمية، والمشاركة في تنمية الاقتصاد الأخضر من خلال منتجات موفّرة للطاقة والمياه.