إيران تؤكد تمسكها بالدبلوماسية وترفض حواراً يُفرض فيه رأي طرف على آخر
07 December 2025 | 01:22
  • إيران تؤكد تمسكها بالدبلوماسية وترفض حواراً يُفرض فيه رأي طرف على آخر

    أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، أنّ طهران متمسّكة بخيار الدبلوماسية والحوار، لكنها ترفض أي تفاوضٍ يسعى طرفٌ فيه إلى فرض إرادته أو شروطه على الآخر، مشدداً على أنّ الحلول السلمية لا تُثمر إلا في ظل المساواة والاحترام المتبادل.
    رمز الخبر : 8756

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، أکد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي أنّ بلاده "تؤمن بالدبلوماسية الحقيقية التي تقوم على الاحترام المتبادل والمساواة بين الأطراف"، مشيراً إلى أنّ "أي حوارٍ يُبنى على الإملاءات أو فرض الرأي محكومٌ عليه بالفشل منذ البداية".

    وخلال كلمته في الملتقى الدولي الرابع للدراسات الإيرانية المعاصرة بجامعة طهران، في جلسةٍ بعنوان «إيران والعالم بعد حرب الاثني عشر يوماً»، أوضح تخت روانجي أنّ سبب اندلاع الحرب الأخيرة لا يمكن تفسيره بسيناريو واحد، مؤكداً أنّ التحليل العلمي والتاريخي يفرض النظر إلى مجمل العوامل المعقدة التي سبقتها.

    وكشف الدبلوماسي الإيراني أنّه عند تولّي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السلطة، "أرسل رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية اقترح فيها بدء مفاوضات مباشرة، مهدِّداً في الوقت ذاته بأنّ فشلها سيؤدي إلى الحرب"، مشيراً إلى أنّ إيران وافقت حينها على مفاوضاتٍ غير مباشرة فقط، "لأنّ الظروف لم تكن متكافئة، ولا يمكن للحوار أن يتمّ في ظلّ غطرسة القوة".

    وأشار تخت روانجي إلی أنّ الأميركيين نقلوا رسائلهم عبر الإمارات، بينما ردّت إيران عبر سلطنة عمان، و"بدأت خمس جولات تفاوضية، غير أنّهم دخلوا العملية بنية المماطلة والمناورة، ظنّاً منهم أنهم قادرون على انتزاع التنازلات عبر الضغط والتهديد".

    و شدد علی أنّ الفريق الأميركي اعتمد أسلوباً مزدوجاً قائلاً: "كانوا يطالبون تارةً بوقف التخصيب كلياً، ثم ينتقلون إلى مطالب أخرى، وكأنهم يضربون ضربةً على الحافر وأخرى على المسمار"، مضيفاً أنّهم عندما أدركوا عجزهم عن فرض شروطهم لجأوا إلى القوة العسكرية.

    وتابع المسؤول الإيراني أنّ بلاده "لم تكن تتوقّع نتائج سريعة من المفاوضات، لكنها كانت ترى إمكانية التوصل إلى اتفاقٍ عبر الحوار"، مبيّناً أنّ الولايات المتحدة لجأت إلى الحرب بعدما فشلت في فرض مطالبها غير المشروعة، وعلى رأسها إيقاف البرنامج النووي الإيراني بالكامل.

    وأضاف تخت روانجي أنّ "البرنامج النووي الإيراني ثمرةُ جهودٍ وطنيةٍ طويلة واستثماراتٍ علميةٍ ضخمة"، مؤكّداً أنّ طهران "لن تتخلى عنه لمجرد أنّ واشنطن أو أي دولةٍ أخرى تطلب ذلك".

    كما ذكّر بأنّ "إيران قدّمت شهداء في سبيل تطوير هذا البرنامج والدفاع عنه"، وأنّه "ليس مشروعاً سياسياً بل إنجازٌ علميٌّ يُعبّر عن إرادة الشعب الإيراني واستقلاله العلمي". وختم مساعد وزير الخارجية بالتأكيد على أنّ المفاوضات لا يمكن أن تُفضي إلى نتيجةٍ من دون لغةٍ مشتركةٍ وفهمٍ متبادل، مشيراً إلى أنّ "الطرف الذي يرى نفسه الأقوى لن يجد في نهاية المطاف سوى الفشل والانزلاق نحو خياراتٍ أخرى".

    ويُذكر أنّ المؤتمر الدولي الرابع للدراسات الإيرانية المعاصرة يُعقد في كلية الدراسات العالمية بجامعة طهران يومي 27 و28 تشرين الأول/أكتوبر، بمشاركة أساتذةٍ ودبلوماسيين ومسؤولين لبحث أبرز القضايا الإقليمية والدولية.

    إرسال تعليق