عراقجي: برنامجنا النووي سلمي بالكامل وسلاحنا الحقيقي هو إرادة الشعب

أفادت وکالة آنا الإخباریة، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة تناولت العلاقات الإيرانية الأميركية إنّ إيران لا تثق بالولايات المتحدة، مؤكداً أنّ "التجارب السابقة أثبتت أنّ واشنطن لا تلتزم بتعهداتها، رغم أنّ طهران كانت صادقة في جميع جولات المفاوضات السابقة".

وأضاف عراقجي أنّه "رغم انعدام الثقة، فإنّ إيران أبدت استعدادها للتفاعل بحذر مع واشنطن متى ما توفرت نوايا جادة وصادقة"، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة لم تُظهر أي استجابة إيجابية في هذا الإطار.

وأشار إلی أنّ بلاده "لم تتخل يوماً عن الدبلوماسية"، لكنها تشدد على أن أي تفاوض جديد "يجب أن يقوم على المساواة والاحترام المتبادل، وألا يكون اتفاقاً أحادياً يخدم طرفاً واحداً فقط".

وشدد وزير الخارجية علی أنّ الثقة بين طهران وواشنطن مفقودة بالكامل منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، مشيراً إلى أنّ التجارب اللاحقة، بما فيها المفاوضات التي جرت في عهد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، "أثبتت مجدداً أنّ الأميركيين لا يلتزمون بوعودهم، إذ بقيت الأرصدة الإيرانية المفرج عنها مجمّدة في قطر".

في هذا السیاق، أوضح عراقجي أنّ الولايات المتحدة "شاركت بشكل مباشر في العدوان ودعمت الكيان الصهيوني"، مشدداً على أنّ الشعب الإيراني أثبت خلال حرب الـ12 يوماً أنّه لا يرضخ للضغوط ولا يفرّط في كرامته واستقلاله.

و ضرح الوزير الإيراني إنّ الجاهزية الدفاعية لإيران بلغت مستويات غير مسبوقة، مؤكداً أنّ هذه الجاهزية "ليست استعداداً للحرب، بل ضمانة حقيقية لمنعها"، وأضاف: "حين تكون قوياً، لا يجرؤ أحد على مهاجمتك".

وأضاف قائلاً: "أثبتت المقاومة الإيرانية خلال الحرب الأخيرة أنّها نقطة تحول تاريخية، فقد فهم العالم أنّ إيران لا تخضع للتهديد، وأنها قادرة على الدفاع عن سيادتها بقوة وصلابة".

وفي ما يتعلق بالملف النووي، جدد عراقجي التأكيد على أنّ السلاح النووي لا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية، موضحاً أن "برنامج التخصيب مشروع وسلمي بالكامل"، وأن "القنبلة النووية الحقيقية لإيران هي إرادتها في رفض الإملاءات الخارجية".

وشدد علی أنّ الشعب الإيراني "مستعد لتحمل التكاليف للحفاظ على كرامته واستقلاله"، مذكّراً بشعار الثورة الإسلامية: «الاستقلال، الحرية، الجمهورية الإسلامية».

وأضاف عراقجي أنّ تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية خلال العدوان الأخير "يعكس عمق الانتماء الوطني للشعب الإيراني"، مضيفاً أنّ "الحكومة والقوات المسلحة تعملان على تعزيز هذا التلاحم الاجتماعي ودعم صمود المواطنين".

وختم بالقول إنّ "قائد الثورة الإسلامية شدّد مراراً على ضرورة صون رأس المال الاجتماعي المتمثل في الشعب الإيراني، وتقدير تضحياته وثقته بالنظام"، مؤكداً أنّ القيادة الإيرانية ترى في الشعب أساس القوة والاستقرار في مواجهة التحديات.