كيف يستخدم العلماء الطاقة النووية لتدمير الخلايا السرطانية من الداخل؟
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وأعلن فلاديمير كانيغين، رئيس مختبر الطب النووي الابتكاري بجامعة نوفوسيبيرسك، أن التقنية الحديثة تقوم على تراكم الدواء داخل الخلايا السرطانية قبل تعريض المريض لإشعاع نيوتروني، ما يتيح استهداف الخلايا المصابة بدقة عالية.
وأشار إلی أن الاختبارات ما قبل السريرية للمركّبات الثلاثة تجري حالياً على الحيوانات. وتعتمد آلية العلاج على تفاعل النيوترونات مع الغادولينيوم الموجود داخل الخلايا المريضة، مما يؤدي إلى تفاعل نووي يطلق طاقة مدمّرة للخلايا السرطانية من الداخل، مع تقليل التأثيرات الجانبية على الأنسجة السليمة. ويؤكد العلماء أن هذه الطريقة قد تمثل إحدى أكثر المقاربات الواعدة لعلاج أنواع السرطان المستعصية.
يُذكر أن تقنية العلاج بالتقاط النيوترونات طُوّرت للمرة الأولى باستخدام عنصر البورون في معهد فيزياء الطاقة النووية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في نوفوسيبيرسك.
وصرح كانيغين: "نعمل حالياً على تطوير دواء موجّه جديد يحتوي على الغادولينيوم، يسهّل تطبيق هذه التكنولوجيا في الممارسة الطبية، خصوصاً بعد الصعوبات التي واجهها الباحثون في استخدام الأدوية القائمة على البورون".
وأضاف أن فريقاً من الكيميائيين في منطقة أكاديمغورودوك العلمية بنوفوسيبيرسك تمكّن من تطوير ثلاثة مركّبات واعدة تخضع حالياً للتجارب الحيوانية.
ويُعد الغادولينيوم معدناً أرضياً نادراً ذا لون فضي مائل إلى البياض. وفي عام 2015، طوّر باحثون من جامعة طوكيو طريقة لعلاج الأورام الخبيثة باستخدام كبسولات نانوية تحتوي على الغادولينيوم.
وبالتعاون مع علماء من مدينة تومسك الروسية، طبّق الباحثون التقنية الجديدة على نحو 150 حيواناً، وأظهرت النتائج استجابة علاجية مرتفعة ضد سرطان الجلد (الميلانوما) والساركوما وأنواع معينة من سرطان الغدد. كما تمكن الفريق من إطالة عمر بعض الحيوانات المصابة بما يتراوح بين عامين إلى عامين ونصف.
