اختراق علمي جديد في الصناعات الدوائية الإيرانية: توطين إنتاج دواء "سيروليموس"
06 December 2025 | 04:03
  • اختراق علمي جديد في الصناعات الدوائية الإيرانية: توطين إنتاج دواء "سيروليموس"

    شهدت الصناعة الدوائية الإيرانية إنجازًا جديدًا مع بدء إنتاج دواء "سيروليموس" محليًا، وهو من الأدوية المعقّدة التي تُستخدم في مجال زراعة الأعضاء، ويُعد هذا المشروع خطوة متقدّمة نحو تطوير أدوية مناعية محلية وتقليل الاعتماد على الواردات.
    رمز الخبر : 8722

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، صرح المدير التنفيذي لإحدى الشركات المعرفية الناشطة في مجال الصناعات الدوائية عن بدء إنتاج أول جزيء دوائي لمادة «سيروليموس» في إيران، موضحًا أن هذا الدواء، الذي يُستخدم بعد عمليات زراعة الكلى لتقليل تفاعل الجهاز المناعي، كان يُستورد في السابق، وأن توطينه محليًا يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي، إضافةً إلى توفيرٍ يقدَّر بـ3.5 ملايين دولار من العملة الصعبة.

    وقال الدكتور فضل الله حيدر نجاد، المدير التنفيذي للشركة، إنّ للشركة خبرة تمتد لأربعة عقود في مجال الصناعات الدوائية، مضيفًا: «دخلنا مؤخرًا مجال إنتاج المستحضرات البروبيوتيكية، وهي منتجات تُستخدم لزيادة أعداد الكائنات الحية الدقيقة المفيدة في الجسم، إذ يضم جسم الإنسان طبيعيًا هذه الكائنات التي تساهم في تقوية المناعة وتعزيز الصحة العامة، وعند انخفاض مستواها تزداد احتمالات الإصابة بالأمراض».

    وأضاف حيدر نجاد أنّ شركته، وبحكم طابعها الابتكاري، لم تكتفِ بإنتاج الأدوية البروبيوتيكية والمكمّلات، بل شرعت أيضًا في إنتاج المواد الأولية للأدوية المضادة للسرطان، وبدأت مؤخرًا نشاطها في تصنيع كلٍّ من المواد الخام الدوائية (API) والمنتجات النهائية الجاهزة للاستخدام (Finished Product).

    وفيما يخص دواء «سيروليموس»، أشار إلى أنّه يُعد من الأدوية المستوردة سابقًا إلى إيران، مضيفًا: «يُستخدم هذا الدواء على نطاق واسع في حالات زراعة الكلى، إذ يميل الجسم البشري عادةً إلى رفض الأنسجة الغريبة، لذلك من الضروري تقليل نشاط الجهاز المناعي للحد من إنتاج خلايا اللمفوسيت (B و T) حتى يتمكن العضو المزروع من الاندماج والتكيف مع الجسم دون أن يُرفض».

    وبيّن أنّ الدواء يُعطى بعد العملية الجراحية مباشرة، إذ إنّ الجسم، عند استقبال العضو المزروع، يتعامل معه كما يتعامل مع الأجسام الغريبة فيبدأ بمهاجمته، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء وتلف النسيج المزروع. ولتفادي ذلك، لا بد من تقليل عدد الخلايا المناعية اللمفاوية.

    وفي رده على سؤال حول الفرق بين هذا الدواء والكورتيزون، قال حيدر نجاد: «يُستخدم سيروليموس مع الكورتيزون وليس بديلاً عنه، كما يُستخدم بالتوازي مع أدوية أخرى مثل السيكلوفوسفاميد، ضمن ما يُعرف بالعلاج التوليفي (Combination Therapy)». وأضاف: «مدة العلاج بهذا الدواء عادةً لا تتجاوز ثلاثة أشهر، إلا أنّ الأدوية الأساسية الأخرى تساعد في تعزيز فعاليته».

    وأضاف أنّ الأدوية المستخدمة بعد زراعة الكلى غالبًا ما تكون سامة للكلى (نِفروتوكسية)، إلا أنّ سيروليموس يتميّز بانخفاض آثاره الجانبية مقارنةً بنظائره العالمية، الأمر الذي جعله ينتشر على نطاق أوسع في السنوات الأخيرة. وبلغت مبيعاته العالمية عام 2024 نحو 580 مليون دولار، فيما سيسهم إنتاجه المحلي في توفير ما يقارب 3.5 ملايين دولار من النقد الأجنبي.

    واختتم حيدر نجاد تصريحه قائلاً: «رغم أن الدراسات السريرية الخاصة بهذا الدواء أُجريت خارج البلاد، فإننا تمكّنا لأول مرة في إيران من إنتاج الجزيء الدوائي ذاته وصنع المنتج النهائي. ونأمل في المستقبل القريب أن نتمكن من إنتاج المادة الخام الفعالة (API) محليًا أيضًا».

    إرسال تعليق