علماء كامبريدج ينجحون في إنتاج خلايا دم بشرية داخل المختبر
05 December 2025 | 14:46
  • 15 October 2025 - 15:22

    علماء كامبريدج ينجحون في إنتاج خلايا دم بشرية داخل المختبر

    باحثو جامعة كامبريدج ينتجون خلايا دم بشرية من الخلايا الجذعية، في خطوة قد تغيّر مستقبل زراعة الأنسجة والعلاج بالخلايا.
    رمز الخبر : 8698

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، قاد الدراسة فريق من معهد جوردون بجامعة كامبريدج برئاسة الدكتور جيتيش نوباني، الذي وصف لحظة ظهور اللون الأحمر في الأطباق المخبرية بأنها "لحظة مثيرة تشبه ولادة الحياة من جديد داخل المختبر".

    واستخدم الفريق خلايا جذعية بشرية لتكوين هياكل ثلاثية الأبعاد تشبه الأجنة المبكرة، قادرة على محاكاة عملية تكوّن الخلايا الجذعية الدموية — وهي الخلايا التي تُنتج جميع أنواع خلايا الدم من الحمراء الحاملة للأوكسجين إلى البيضاء المسؤولة عن المناعة.

    وأطلق الباحثون على هذه النماذج اسم "الخلايا الدموية"، وهي تجمعات خلوية ذاتية التنظيم تبدأ في إنتاج الدم بعد نحو أسبوعين من زراعتها، في عملية تشبه إلى حد كبير تكوين الدم الطبيعي في الأجنة البشرية.

    ورغم أن هذه الهياكل لا يمكن أن تتطور إلى أجنة مكتملة — لافتقارها إلى أنسجة حيوية مثل الكيس المحي والمشيمة — فإنها تتيح نافذة فريدة لدراسة مراحل تطور الدم البشري المبكر.

    وأعلن نوباني أن هذا النموذج "يحاكي بدقة تكوّن دم الجنين البشري داخل المختبر، ما يمنح الباحثين أداة غير مسبوقة لفهم آليات نمو خلايا الدم واختبار الأدوية ونمذجة أمراض الدم السرطانية"، مضيفاً أن الخلايا الجذعية المستخدمة يمكن استخلاصها من أي خلية بشرية، ما يفتح الباب أمام تطوير علاجات شخصية متوافقة تماماً مع جسم المريض تقلل من رفضها المناعي.

    ويتميّز هذا النهج عن الأساليب التقليدية بأنه لا يعتمد على بروتينات النمو الصناعية، بل يسمح للخلايا بتنظيم نفسها لتشكيل خلايا دم وخلايا قلب نابضة ضمن بيئة واحدة، في محاكاة مدهشة لما يحدث في الطبيعة.

    وتُظهر هذه “الخلايا الدموية” تحت المجهر مراحل تطور متتابعة، تبدأ بتكوين الطبقات الجنينية الثلاث في اليوم الثاني، لتظهر بعدها الخلايا القلبية النابضة في اليوم الثامن، وتتشكل بقع الدم الحمراء في اليوم الثالث عشر.

    وأثبتت الاختبارات أن هذه الخلايا قادرة على التحول إلى أنواع متعددة من خلايا الدم، بما في ذلك الخلايا المناعية والخلايا التائية، ما يؤكد نجاحها في محاكاة عملية تكوين الدم الطبيعي.

    وقال البروفيسور أزيم صوراني، المشارك في إعداد الدراسة، إن هذا النموذج يشكل "وسيلة فعالة لدراسة نمو الدم في المراحل الأولى من تكوين الجنين البشري"، معتبراً أنه "خطوة جوهرية نحو العلاجات التجديدية المستقبلية".

    من جهتها، أشارت الدكتورة جيرالدين جويت أن الخلايا الناتجة "تمثل الموجة الثانية من تطور الدم، التي يمكن أن تؤدي إلى تكوين خلايا مناعية متخصصة مثل الخلايا اللمفاوية التائية"، مؤكدة أن هذا الاكتشاف "يفتح آفاقاً جديدة لفهم تطور الدم السليم والسرطاني على حد سواء".

    إرسال تعليق