خطوة علمية جديدة من إيران نحو تطوير الطاقة البحرية المستدامة
06 December 2025 | 14:49
  • خطوة علمية جديدة من إيران نحو تطوير الطاقة البحرية المستدامة

    في إنجاز علمي جديد، نجح فريق من الباحثين الإيرانيين في ابتكار نموذج ذكي قائم على التعلّم الآلي يمكنه تحليل بيانات محدودة والتنبؤ بارتفاع الموج، ما يمهّد الطريق لتقنيات أكثر كفاءة في تحويل طاقة الأمواج إلى كهرباء مستدامة.
    رمز الخبر : 8654

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، تم تصميم هذا النموذج في إطار واجهة استخدام رسومية ذكية قائمة على الذكاء الاصطناعي، تتيح للمهندسين ومخططي مشاريع الطاقة المتجددة البحرية التنبؤ بسهولة بظروف البحر ودعم عمليات تشغيل محوّلات طاقة الموج.

    ويهدف هذا الإنجاز إلى تعزيز التخطيط والتشغيل الأمثل لمحوّلات طاقة الأمواج وتسهيل اتخاذ القرار في مشاريع الطاقة البحرية. ويتميّز النموذج بقدرته على العمل حتى مع البيانات المحدودة أو المتفرقة، مما يجعله أداة عملية ومرنة يمكن الاستفادة منها في مختلف البيئات الساحلية. يُعدّ هذا الابتكار خطوة عملية نحو تطوير الطاقة البحرية المتجددة وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.

    وقد أنجز هذا البحث أمير حسين شهبازبغيان، خريج قسم هندسة البحار في الجامعة، بإشراف الأستاذ المشارك محمود غياثي، ونُشرت نتائجه في مجلة Renewable Energy التابعة لدار النشر العالمية Elsevier، تحت عنوان: "تطوير واجهة استخدام رسومية قائمة على التعلّم الآلي للتنبؤ بارتفاع الموج المعياري لدعم عمليات محوّلات طاقة الأمواج".

    وقال شهبازبغيان: "قمنا، بالتعاون مع الدكتور غياثي، بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر وسهل الاستخدام للتنبؤ بارتفاع الموج المعياري، وهو من أهم المعايير في تصميم وتشغيل محوّلات الطاقة البحرية، إذ إن أي خطأ في التنبؤ قد يؤدي إلى انخفاض الكفاءة أو زيادة تكاليف الصيانة أو حتى أضرار جسيمة في الأنظمة".

    وأضاف: "من أبرز التحديات التي واجهناها في هذا المجال هو اعتماد النماذج التقليدية للتعلّم الآلي على كميات ضخمة من البيانات التاريخية، وهي بيانات يصعب جمعها في البيئات البحرية نظراً لتكلفتها العالية وصعوبة الحصول عليها، خاصة في الدول النامية. وقد جاء بحثنا لمعالجة هذا التحدي عبر تطوير نموذج متقدّم قادر على التعلّم من بيانات محدودة ومبعثرة."

    وأوضح أن النموذج تم تدريبه باستخدام بيانات من أربع عوامات بحرية موزّعة على سواحل أستراليا، تم اختيار مواقعها بعناية لتغطية طيف واسع من الظروف المناخية وأنماط الأمواج المختلفة، وكانت النتائج "مذهلة"، إذ حقق النموذج دقة تنبؤية تراوحت بين 93% و97%، متفوّقاً على العديد من خوارزميات التعلّم الآلي التقليدية.

    وأشار شهبازبغيان إلى أن الابتكار الحقيقي في هذا البحث هو تحويله من نطاق أكاديمي بحت إلى تطبيق عملي قابل للاستخدام، حيث جرى تطوير واجهة ذكية وبديهية تمكّن المستخدمين من إدخال بياناتهم الخاصة والحصول على تنبؤات دقيقة بارتفاع الأمواج لفترات زمنية مختلفة – من شهر إلى عام كامل – مع عرض النتائج في رسوم بيانية وتقارير تفاعلية.

    وقال في ختام حديثه: "يمثل هذا المشروع دمجاً فريداً بين الذكاء الاصطناعي والتصميم الموجّه للمستخدم، وهو ما نادراً ما شهدناه في مجال الطاقة البحرية المتجددة. إن هذا الابتكار لا يُعدّ إنجازاً علمياً فحسب، بل خطوة عملية نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة في مواجهة تحديات التغيّر المناخي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري."

    إرسال تعليق