إيران: الأوروبيون استغلوا الاتفاق النووي لخدمة المصالح الأمريكية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وخلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقد اليوم الاثنين، استعرض المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية أبرز التطورات والقرارات الدبلوماسية خلال الأسبوعين الماضيين.
وأشار بقائي في مستهل حديثه إلى أنّ الوزارة شهدت خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واحدة من أكثر فتراتها ازدحاماً ونشاطاً، موضحاً أنّ القضية الأبرز التي تشغل العالم اليوم، إقليمياً ودولياً، هي استمرار الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة، حيث ما زال الشعب الفلسطيني يتعرّض للقتل والتجويع رغم الدعوات المتكررة لوقف الجرائم وإحلال السلام في غزة.
وأضاف قائلاً إنّ ما يقارب ثمانين ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود سقطوا في غزة خلال العامين الماضيين، فيما أصيب عدد مضاعف تقريباً، لتتحول المدينة إلى ركام، في ظلّ عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن اتخاذ أي خطوة لوقف هذه المأساة الإنسانية. واعتبر أنّ منع دخول "أسطول الصمود" الذي يضم أكثر من 500 متضامن يمثل جريمة حرب تهدف إلى استمرار الحصار والمجاعة والإبادة بحق سكان القطاع.
وفيما يخصّ الملف النووي، أوضح بقائي أنّ الدول الأوروبية الثلاث انتهجت في الأشهر الأخيرة سياسة غير بنّاءة واستغلت بشكل غير قانوني آلية تسوية الخلافات ضمن الاتفاق النووي من أجل فرض إرادة الولايات المتحدة على مجلس الأمن، مشيراً إلى أنّ الشروط الثلاثة التي طرحتها تلك الدول لتجنّب سوء استخدام الآلية كانت غير منطقية وغير مقبولة.
وتابع قائلاً إنّ إيران، انطلاقاً من مصالحها الوطنية، قررت مواصلة الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار التزاماتها بالضمانات، مبيّناً أنّ التفاهم الذي جرى التوصّل إليه كان يهدف إلى إنشاء آلية جديدة للتعاون بين الجانبين، وقد حظي بموافقة الوكالة.
وأشار إلى أنّ الدول الأوروبية رحّبت في البداية بهذا التفاهم، لكنها تراجعت لاحقاً عنه وطرحت مطالب جديدة، من بينها اشتراط إجراء مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما وصفه بشرط غير منطقي وغير مقبول إطلاقاً. وأكد أن الأوروبيين بذلك فشلوا في إثبات استقلالهم ونضجهم التفاوضي، وأنّ المرحلة المقبلة ستكون مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق.
وفي ختام المؤتمر، شدّد بقائي على أنّ إيران لا تغلق باب الدبلوماسية، وأنها تعتبر الحوار أداة أساسية لتحقيق مصالحها الوطنية، لكنه لفت إلى أنّ ما أثبتته التجربة هو أنّ الدبلوماسية مع الترويكا الأوروبية، في صورتها الحالية، لم تعد مجدية أو فعّالة.