إنجاز وطني في مجال النانو؛ ممحاة مضادة للبكتيريا بمعايير عالمية

أفادت وکالة آنا الإخباریة، تُعد الممحاة من أكثر أدوات الكتابة استخداماً، ليس فقط بين الطلاب في المدارس، بل أيضاً لدى المصممين والفنانين المحترفين. فهي لا تقتصر على إزالة آثار القلم الرصاص من الورق، بل تُستخدم كذلك في عمليات الرسم لإنتاج التظليل والأنسجة والنقاط البيضاء. وتشمل معايير جودة الممحاة كفاءة الإزالة، والمرونة، وعدم ترك الوبر أو التلوث، فضلاً عن كونها آمنة عند الاستخدام المتكرر.

ورغم شيوع استخدامها، إلا أن جانباً مهماً غالباً ما يُغفل: فالمماحي تلامس باستمرار الأيدي والأسطح المختلفة، وتُتداول بين الطلاب، مما يجعلها أداة محتملة لنقل العوامل المسببة للأمراض، خاصة في المدارس. وقد ازدادت هذه المخاوف بعد انتشار الأمراض المعدية في السنوات الأخيرة.

هنا تتجلى أهمية تقنية النانو. فقد طوّرت شركة إيرانية ممحاة مزودة بجزيئات نانوية ذات خصائص مضادة للبكتيريا. إذ تعمل هذه الجزيئات على منع نمو البكتيريا على سطح الممحاة، كما تساعد في القضاء على البكتيريا المتبقية عليها، مما يقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى عبر التلامس.

وللتأكد من فعالية المنتج، أُجريت اختبارات مضادة للبكتيريا وفقاً للمواصفة القياسية الوطنية الإيرانية رقم 10900. وأظهرت النتائج أن نشاط الممحاة المضاد للبكتيريا تجاه نوعين من البكتيريا الخطرة — الإشريكية القولونية (E. coli) والمكورات العنقودية الذهبية (S. aureus) — بلغ 2.38 و2.44 على التوالي. ووفقاً للمعايير، فإن النشاط المضاد للبكتيريا بين 2 و3 يُعد ذا دلالة علمية، ما يؤكد أن المنتج يتمتع بقدرة فعّالة في مقاومة البكتيريا.

تتميز هذه الممحاة، إضافة إلى خصائصها المضادة للبكتيريا، بقوة تنظيف عالية ومرونة مناسبة، كما أنها لا تسبب تهيجاً أو حساسية جلدية عند الاستخدام المتكرر، مما يجعلها خياراً مثالياً للطلاب والأطفال الصغار. كما يمكن للمكاتب والمؤسسات والمصممين المحترفين الاستفادة من هذا المنتج الآمن والصحي.

من الناحية الصناعية، يعكس هذا الابتكار في إنتاج ممحاة مضادة للبكتيريا تحتوي على جزيئات نانوية قدرة الكفاءات التقنية المحلية على تلبية احتياجات المجتمع المعاصر. فإلى جانب مساهمته في تعزيز الصحة العامة، يمتلك هذا المنتج مقومات تؤهله لتحقيق حضور قوي في السوق المحلية والتنافس في الأسواق العالمية. وفي ظل تزايد الاهتمام بالنظافة الشخصية والبيئية، يمثل هذا الابتكار مثالاً ناجحاً على دمج تكنولوجيا النانو في الحياة اليومية وخطوة متقدمة في تطوير صناعة أدوات الكتابة في البلاد.