بزشكيان يتهم واشنطن بتمزيق الاتفاق النووي وعرقلة التعاون مع الوكالة الدولية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وخلال المقابلة التي جرت في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، سُئل الرئيس بزشكيان عما إذا كانت إيران سمحت لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المنشآت النووية التي تعرّضت للقصف. فأوضح أن هذه المسائل نوقشت وتم الاتفاق بشأنها لإيقاف تفعيل آلية الزناد «سناب باك» حتى تسمح الزيارات، لكن الطرف الآخر لم يقبل بذلك وأصرّ على المضيّ قدماً نحو تفعيل «سناب باك».
وأضاف أن اتهام إيران بمنع المفتشين من دخول مواقعها بعد إعادة فرض العقوبات غير منطقي، مشيرًا إلى أن إيران سمحت بالزيارات وأكدت استعدادها للعمل في إطار القوانين الدولية ومعاهدة حظر الانتشار النووي، بينما لم يرغب الطرف المقابل في الالتزام بتلك القواعد.
وبسؤال عن احتمال طرد المفتشين في حال تفعيل آلية «سناب باك» وإعادة فرض العقوبات، قال بزشكيان إن هناك اتفاقًا مع الوكالة كان من المقرر الالتزام به، وأن إيران كانت ستعمل على تحسين علاقتها مع الوكالة إلى جانب مناقشاتها مع الولايات المتحدة بشأن القضايا القائمة، وكان مُخططًا أيضًا أن يُتاح لهم الوصول إلى المواد المخصبة. وأكد أنه في جميع الأحوال كانت إيران مستعدة للالتزام بالاتفاق، معربًا عن موقفه بأن الولايات المتحدة هي التي لا ترغب في المضي قدمًا سلمياً، كما أنها سبق وأن نقضت الاتفاق النووي.
وتطرّق إلى الهجمات في المنطقة، قائلاً إن الكيان الصهيوني قصف ست أو سبع دول، ومع أنّه المسبب الأساسي للاضطراب، إلا أنه يُكافأ بدلاً من محاسبته. ومن ثم عاب على إعادة فرض العقوبات على إيران التي تعرضت للهجوم، واعتبر أن هذا مثال على تطبيق «قانون القوة».
وفي ما يخص تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست مدعياً أن صورًا فضائية تُظهر بناء منشأة نووية سرية في الجبال، اعتبر بزشكيان أن عرض صور من الأقمار الصناعية ثم الادعاء برؤية شيء ليس دقيقًا، مؤكّدًا أن إيران كانت وما تزال مستعدة للتعاون مع الوكالة، وأن على الوكالة التدخّل ميدانيًا بدلًا من بناء أُطر وهمية وخلق أوهام حول توجه إيران لصنع أسلحة نووية.
وأكد أن طهران أعلنت مرارًا أنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية بأي شكل، وأن هذا الموقف واضح ومكرّر، وأن إعلان قائد الثورة تحريم السعي للأسلحة النووية يجعل السعي لها محرّمًا على الجميع داخل الجمهورية الإسلامية. وأكد استعداد إيران لأي تحقق في هذا الصدد.
وردًا على سؤال حول مكانية اليورانيوم المخصب المعلن عنه، بيّن أن مهمة التحقق ليست صعبة، وأن الوكالة قادرة على المجيء والتقييم. وأشار إلى أنّ الزيارة والتقييم والتحقق أمور ممكنة وأن إيران مستعدة لها، متسائلًا عن سبب تفعيل آلية «سناب باك».
وفي شأن منع المفتشين من الوصول إلى بعض المواقع قبل «حرب الاثني عشر يومًا»، قال إن البرلمان فرض قواعد منعت الدخول أساسًا، لكن مجلس الأمن القومي سمح لهم بدخولها والاطلاع. وأوضح أن قضية 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب كان من المقرر حلّها وفق الجدول الزمني لتحديد ما إذا كانت العقوبات ستُستأنف أم تُحلّ، وأن إيران كانت مستعدة للتعامل مع ذلك عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعن مستوى التخصيب الذي بلغ 60%، أوضح بزشكيان أن ذلك جاء بعد انسحاب الولايات المتحدة عمليًا من خطة العمل الشاملة المشتركة، وتلاها تخلٍّ فعلي من جانب الدول الأوروبية (من شركات وأنشطة وعلاقات مالية)، مما حال دون التزامهم بالاتفاق. وأضاف أن تجاوزه للإطار المتفق عليه لا يعني السعي لصنع قنبلة نووية، مؤكّدًا أن إيران أكدت مرارًا رفضها لهذا الخيار وأنه محرم بحسب القائد، وأنها مستعدة لمواصلة أي تعاون مع الوكالة.
وعن سبب سعي إيران للقدرات النووية رغم امتلاكها النفط، أوضح أن الاستخدامات النووية لا تقتصر على السلاح، بل تشمل تطبيقات طبية (تشخيص وعلاج السرطان) وصناعية وزراعية، وسأل لماذا يمنع على إيران امتلاك هذه التقنيات والمعرفة في إطار القوانين الدولية ومعاهدة حظر الانتشار فقط لأن البعض يخشى احتمال صنع قنبلة؟ وأكد استعداد طهران لمواصلة أنشطتها تحت إشراف الوكالة وفي إطار معاهدة حظر الانتشار، داعيًا الوكالة للمجيء والزيارة.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن إيران لا تسعى للحرب وليست خائفة منها، محمّلًا مسؤولية التصعيد في المنطقة إلى السياسات الأميركية، ومشيرًا إلى أن بعض التصريحات التي تزعم رغبة بنشر السلام على النقيض من الواقع ستؤدي إلى إشعال المنطقة.