ابتكار جهاز قابل للارتداء لرصد السكّري بدقة عالية
06 December 2025 | 14:49
  • ابتكار جهاز قابل للارتداء لرصد السكّري بدقة عالية

    في إنجاز علمي مشترك، نجح فريق من الباحثين الإيرانيين والكنديين في تطوير حسّاس مبتكر يُرتدى على الجسم، قادر على اكتشاف مؤشرات حيوية مرتبطة بمرض السكّري بشكل دقيق.
    رمز الخبر : 8540

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، ويعتمد هذا النظام المتقدّم على تقنيتَي الميكروفلويديك والفلورسانس، حيث يستطيع اكتشاف مركبات الأسيتون والأمونياك بدقة عالية، ثم إرسال البيانات مباشرة إلى الهاتف الذكي.

    ويُتوقع أن تسهم مثل هذه التقنيات في توفير مراقبة غير جراحية، منخفضة التكلفة، ومتاحة لمرضى السكّري حول العالم، ولا سيما في المناطق النائية والمحرومة. يُعد السكّري من أكبر تحديات الصحة العامة عالميًا، إذ يصيب ملايين الأشخاص ويُعرف بكونه "المرض الصامت".

    فالمراقبة الدقيقة لمستويات السكر يمكن أن تقي من مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والكلى وفقدان البصر. من هنا، تبرز أهمية تطوير أدوات حديثة وفعّالة للمراقبة اللحظية وغير الجراحية. الباحثون المشاركون في هذا المشروع الدولي صمّموا حسّاسًا يعتمد على العرق كمنبع بيولوجي غني بالمؤشرات الحيوية. الجهاز قادر على كشف المركبات العضوية المتطايرة (VOC) في العرق، وخاصة الأسيتون والأمونياك، المرتبطَين ارتباطًا مباشرًا بمرض السكّري.

    مواصفات تقنية متقدّمة الحسّاس الجديد عبارة عن جهاز ميكروفلويديك ثنائي القناة يتيح جمع العرق وتحليل مكوّناته في الوقت نفسه. يعتمد تصميمه على النقاط الكربونية البوليمرية (CPDs) والنقاط الكربونية (CDs) المستخلصة من مونومرات مثل الكاتيكول، الريزورسينول، اليوريا، وحمض الستريك.

    تُثبَّت هذه الجسيمات في هيدروجيل أساسه الجيلاتين والبولي فينيل الكحول، ثم تُطبّق كطبقة فلورسانسية صلبة على ركيزة من الورق السليلوزي. أظهرت الاختبارات دقة عالية في تحديد تركيز الأسيتون والأمونياك؛ إذ بلغ نطاق الكشف الخطي للأسيتون 0.05–0.15 جزء في المليون (ppm) وللأمونياك 0.25–0.37 ppm، بينما وصلت حدود الكشف إلى 0.01 و0.08 ppm على التوالي، وهي أرقام تعكس حساسية ملحوظة للجهاز.

    ولتحسين الأداء، جرى ضبط مجموعة من العوامل التشغيلية مثل درجة الحرارة، حجم العينة ومدة الفحص، ما أسفر عن جهاز يتميز بسرعة استجابة عالية وانتقائية دقيقة، بحيث يستطيع التمييز بين الأسيتون والأمونياك ومركبات مشابهة أخرى موجودة في العرق.

    تطبيقات عملية وآفاق مستقبلية من أبرز مزايا النظام أنه يتصل مباشرة بالهواتف الذكية، حيث تُنقل البيانات بشكل فوري ليتمكّن المريض أو الطبيب من متابعة الحالة الصحية باستمرار. هذا التطور يمهّد الطريق أمام إدارة شخصية ومستمرة لمرض السكّري بطريقة سهلة وغير مؤلمة. ويؤكد الباحثون أن هذا الإنجاز لا يُعد مجرّد تقدم تقني، بل هو حل عملي لمتطلبات الصحة العامة.

    فالحسّاسات القابلة للارتداء القائمة على تحليل العرق يمكن أن توفر مراقبة دقيقة ومستدامة في المناطق الفقيرة والبعيدة، مما يسهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية والكشف المبكر عن المشكلات وتحسين نوعية حياة المرضى.

    إرسال تعليق