بزشكيان: لا خصومة لنا مع أي بلد مسلم ووحدة الأمة هي خيارنا الاستراتيجي
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وأضاف الرئيس الإيراني، في كلمة ألقاها صباح اليوم في قاعة المؤتمرات الدولية بحضور ضيوف وشخصيات أجنبية، أنّ وحدة المسلمين هي الطريق لمواجهة التحديات، مشيراً إلى أنّ الرسول الأكرم (ص) أرسى ميثاق الأخوّة في المدينة المنورة، وبعد فتح مكة دعا مجدداً إلى الأخوّة بين المؤمنين. وتساءل: «كيف يمكننا اليوم أن نرى الكيان الصهيوني يمزق جسد الأمة ويحاصر شعوبها بالماء والغذاء، ثم نزداد نحن انقساماً بدلاً من التوحد؟ لو كانت الأمة الإسلامية صفاً واحداً، هل كان بوسع أميركا أو "إسرائيل" أو أي قوة أخرى أن تسلب حقوق المسلمين؟ مشكلتنا الحقيقية ليست في الخارج، بل في خلافاتنا الداخلية».
وتابع بزشكيان: «لو وحّدنا صفوفنا لما تجرأ العدو على أي عدوان. يتحدثون عن حقوق الإنسان بينما لا يرحمون الأطفال والمرضى ويرتكبون أبشع المجازر. يبيعون أسلحة للدول الإسلامية ويستنزفون مواردها ليزرعوا الفتن. لكننا لا نسعى إلى النزاع مع أي بلد مسلم، بل نؤمن بالوحدة».
وأوضح: «إنّ السير على الصراط المستقيم يعني الالتزام بالنهج الإلهي، فما جدوى الصلاة والصيام إذا تحوّلت إلى وسيلة لزيادة الانقسامات؟ إذا أقمنا العدل والحق في المجتمع، فلن تتمكن أي قوة من التغلب علينا. الشعب هو رأس المال الحقيقي، والحكومة خادمة لهذا الشعب، وعلينا أن نعمل بإنصاف وعدالة بعيداً عن العصبيات القومية والمذهبية».
وأشار بزشكيان إلى مسؤولية علماء الدين في نقل رسالة الرسول (ص) القائمة على الوحدة والعدالة، قائلاً: «الاختلاف في الرأي أمر طبيعي، لكن لا ينبغي أن يتحول إلى سبب لتمزيق وحدة الأمة».
وأكد الرئيس الإيراني: «نحن إخوة للفلسطينيين والعراقيين والمصريين والقطريين والإماراتيين ولكل مسلم في العالم. هذا ليس مجرد شعار بل عقيدة راسخة. إن فشل أميركا و"إسرائيل" في مؤامراتهما ضد إيران لا يعود فقط لقوة صواريخنا، بل قبل ذلك إلى تلاحم شعبنا الذي وجه للعدو ضربة قاصمة».
وتابع قائلاً: «كان العدو يظن أن بضع صواريخ ستكسر إرادة شعبنا وتجعله ينقلب على نظامه، لكن الشعب أثبت العكس. نحن وأبناء الأمة الإسلامية لن نركع أمام الظلم والعدوان، وهذه هي رسالة إيران إلى خصومها».
وشكر بزشكيان الدول الإسلامية التي أدانت اعتداءات أميركا و"إسرائيل"، لكنه شدد على أنّ مجرد الإدانة لا يكفي، مضيفاً: «نستطيع أن نكون أقوى بكثير في مواجهة العدو. وإذا توحدنا كجسد واحد، سنصنع العزة والكرامة والتقدم للأمة الإسلامية».
وختم كلمته بالقول: «هذا المؤتمر خطوة على طريق إزالة الانقسامات وترسيخ الأخوّة التي دعا إليها النبي (ص). نأمل أن نتمكن من إيصال رسالة العدل والعزة إلى العالم كله في مواجهة حضارة مزعومة لا تجيد سوى التوحش».