عراقجي: إيران مستعدة لاتفاق نووي جديد مقابل رفع العقوبات
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وفي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، شدّد عراقجي على أنّ قرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران يمثّل "حساباً خاطئاً"، داعياً إياها إلى التراجع. ورأى أنّ أوروبا باتت تتبنّى سياسة واشنطن بدلاً من اتباع نهج مستقل، الأمر الذي ينعكس سلباً على مكانتها العالمية.
أوروبا في صميم الأزمة النووية
وأوضح عراقجي أنّ أوروبا كانت خلال العقدين الماضيين جزءاً أساسياً من الأزمة المفتعلة حول البرنامج النووي الإيراني السلمي، مشيراً إلى أنّها تحوّلت من قوّة معتدلة تحاول كبح جماح أميركا إلى طرف يمنحها الغطاء لممارساتها المتطرّفة.
كما اعتبر أنّ إعادة تفعيل العقوبات يتجاهل الحقيقة الأساسية المتمثّلة في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرضها العقوبات، بينما عجزت أوروبا عن الوفاء بالتزاماتها. وأضاف أنّ أوروبا لم تكتفِ بعدم تنفيذ وعودها الاقتصادية والتجارية، بل امتنعت أيضاً عن إدانة الاعتداءات الأميركية على إيران، بل وقدّمت غطاءً سياسياً لها، في محاولة منها لضمان دور على طاولة قضايا أخرى عبر الاصطفاف الكامل خلف واشنطن، وهو ما وصفه بالنهج المتهوّر الذي سيؤدي إلى نتائج عكسية.
تهميش الدور الأوروبي
وأشار عراقجي إلى أنّ السياسات الأوروبية الراهنة تجعلها مهمّشة، لافتاً إلى أنّ الرئيس ترامب لا يراها سوى شريكاً ثانوياً، مستشهداً بالصور التي أظهرت قادة أوروبيين يجلسون أمامه في المكتب البيضاوي وكأنهم في موقع التابع.
كما استعرض مسار المفاوضات السابقة منذ عام 2003، حين بدأت الترويكا الأوروبية التفاوض مع إيران، مروراً بانهيار المحادثات بسبب تبعية أوروبا لواشنطن، وصولاً إلى التوصّل للاتفاق النووي عام 2015 الذي نصّ على فرض قيود صارمة على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات، قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة.
وأضاف أنّ الأوروبيين وعدوا بالحفاظ على تجارتهم مع إيران بعد الانسحاب الأميركي، لكن ذلك لم يتحقق، فيما التزمت طهران بتعهداتها، في الوقت الذي طالبت فيه أوروبا بقبول قيود أحادية الجانب.
إمكانية الحل الدبلوماسي
ورغم كل ذلك، أكد عراقجي أنّ طهران لا تزال ترى في الدبلوماسية خياراً ممكناً، معلناً استعدادها لاتفاق "واقعي ودائم" يقوم على إخضاع تخصيب اليورانيوم لرقابة مشددة مقابل رفع كامل للعقوبات، محذّراً من أنّ إضاعة هذه الفرصة قد تقود إلى عواقب كارثية على مستوى جديد.
وفي سياق آخر، أشار إلى أنّ "إسرائيل" تسعى لتصوير نفسها كقوة قادرة على خوض حروب بالوكالة عن الغرب، غير أنّ الواقع يؤكد اعتمادها الدائم على الدعم الأميركي. واعتبر أنّ المناورة الإسرائيلية الأخيرة كلّفت الخزانة الأميركية مليارات الدولارات وأظهرت واشنطن كطرف يُستدرج إلى مغامرات غير محسوبة.
وختم عراقجي بالتأكيد أنّ على أوروبا إن كانت جادّة في البحث عن حل دبلوماسي، وعلى ترامب إذا كان يريد معالجة قضايا حقيقية لا تلك المصنوعة في "تل أبيب"، أن يمنحا الدبلوماسية الوقت والفرصة، محذّراً: "البديل لن يكون جميلاً".