منصة ذكية محلية لرصد المؤشرات الفيزيائية للمياه تدخل مرحلة التصنيع

أفادت وکالة آنا الإخباریة، أُعلن في محافظة بوشهر عن تصميم وإنتاج منظومة ذكية محلية لمراقبة جودة المياه، نتاج تعاون مشترك بين شركة المياه الإقليمية في بوشهر وجامعة الخليج الفارسي، تتيح الرصد المتزامن والدقيق لأربعة مؤشرات رئيسية لجودة المياه بشكل آني، وتُعد بديلاً وطنياً للأجهزة المستوردة.

صرح مجيد بحراني، رئيس مجموعة أبحاث شركة المياه الإقليمية في بوشهر، على هامش معرض «تِستا» وخلال حديثه للصحفيين، إن الجهاز الذكي المعروض في المعرض هو ثمرة تعاون علمي وصناعي بين شركة المياه الإقليمية وجامعة الخليج الفارسي، وقد جرى تصميمه وتصنيعه ليحل محل النماذج الأجنبية التي يصعب توفيرها بسبب العقوبات وارتفاع تكلفتها.

وأعلن بحراني أن الحاجة إلى هذا الجهاز دفعت الشركة إلى إطلاق نداء بحثي، تم على إثره اختيار جامعة الخليج الفارسي لتنفيذ المشروع، مؤكداً أن الجهاز اجتاز بنجاح الاختبارات المخبرية والميدانية.

وبيّن أن المنظومة قادرة على قياس أربعة مؤشرات أساسية هي: أشعة غاما، ودرجة الحرارة، والعكورة، والناقلية الكهربائية للمياه، وذلك بشكل مباشر (أونلاين) حتى عمق 16 متراً، مع إمكانية استخراج البيانات وتخزينها تلقائياً بصيغة ملفات «إكسل»، ما يجعلها أداة تحليلية موثوقة للباحثين، وقطاعات المياه والصرف الصحي، ومراكز رصد البيئة.

وأضاف أن جميع مراحل البرمجة والتصميم والتصنيع أُنجزت محلياً، كما تم تأمين المكوّنات بالاعتماد على القدرات العلمية للجامعة، لافتاً إلى أن قيمة العقد الأولي للمشروع بلغت نحو 150 مليون تومان، وقد وصل حالياً إلى مرحلة الإنتاج والعرض.

وشدد بحراني علی أن الهدف من المشاركة في معرض «تِستا» هو التعريف بالجهاز وتهيئة الأرضية للانتقال إلى مرحلة التصنيع الصناعي، معرباً عن الأمل في الدخول إلى المرحلة الثانية من المشروع والبدء بالإنتاج الكمي لاستخدامه في مراقبة جودة مصادر المياه.

وفي سياق متصل، شدد على أهمية توطين معدات مراقبة جودة مياه السدود، موضحاً أن غياب النماذج المحلية في السابق كان يؤدي إلى تكاليف مرتفعة وتأخير كبير عند تعطل الحساسات أو حدوث أعطال فنية، وهي مشكلة واجهت معظم شركات المياه الإقليمية في البلاد.

وأشار إلی أن الجهاز الحالي، بما في ذلك الحساسات والبرمجيات وجميع مكوناته، صُنع بالكامل محلياً وهو قيد التشغيل حالياً، بعد نجاح جميع الاختبارات اللازمة، فيما أصبح النموذج الأولي جاهزاً للدخول في مرحلة الإنتاج الواسع.

وتطرق بحراني إلى سجل التعاون البحثي مع الجامعات والشركات المعرفية، مشيراً إلى تنفيذ مشاريع متعددة، من بينها جهاز لمراقبة جودة المياه بتقنية البلازما تم تسجيله كبراءة اختراع، إضافة إلى مشروع لتنقية مياه الصرف الصناعي لمصافي النفط في المحافظة.

وختم حديثه بالإشارة إلى أوضاع الموارد المائية في بوشهر، موضحاً أن المحافظة، بحكم موقعها في المصب النهائي للأحواض المائية، تواجه تحديات نوعية في المياه أكثر من غيرها، مؤكداً أن الاستفادة من الطاقات العلمية المحلية تمثل خطوة عملية لمعالجة التحديات المائية وتعزيز توظيف مخرجات البحث العلمي.