الابتكار الإيراني في مجال التشخيص الطبي يحصد نتائج واعدة في مواجهة اللوكيميا
05 December 2025 | 15:09
  • 01 September 2025 - 11:14

    الابتكار الإيراني في مجال التشخيص الطبي يحصد نتائج واعدة في مواجهة اللوكيميا

    تمكّن باحثون من جامعة شيراز من تطوير نظام مصغّر ومبتكر قادر على التشخيص السريع والدقيق لسرطانات الدم لدى البالغين، وذلك بالاعتماد على مصفوفة من النقاط الكربونية الكمية الفلورية والعناقيد النانوية المعدنية، في جهاز يعمل كـ"أنف إلكتروني ضوئي".
    رمز الخبر : 8466

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، أهمية هذا الابتكار تكمن في أنّ المركبات العضوية المتطايرة في الدم تُعتبر مؤشرات حيوية لسرطان الدم. وبالاستفادة من تقنيات النانو، صمّم الباحثون مصفوفة تضم سبعة عناصر حسّاسة للفلورسانس (نانوكلاستر معدني ونقاط كمية) على ركيزة ورقية من نوع واتمان، وُضعت داخل حجرة صغيرة مكعّبة الشكل صُنعت بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

    يتألف الجهاز من منطقتين رئيسيتين: منطقة المستشعر ومنطقة حفظ العينة، مدمجتين في وحدة محمولة وصغيرة الحجم.
    آلية العمل

    باستخدام 60 ميكروليتراً فقط من عينة الدم، وفي درجة حرارة 50 مئوية خلال ثلاث ساعات، تُحدث المركبات المتطايرة تفاعلات مع عناصر المستشعر فتظهر تغيّرات فلورسانسية مميّزة على شكل "بصمة لونية". تُحلَّل هذه البيانات عبر أسلوب إحصائي يُعرف بـ "التحليل التمييزي الخطي" (LDA) لتمييز العينات السليمة عن المصابة بدقّة عالية.

    النتائج والتجارب

    اختُبر النظام على 70 حالة جديدة من مرضى اللوكيميا الحاد و51 شخصاً سليماً تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عاماً، وجميع المرضى جرى اختيارهم قبل بدء العلاج الكيميائي. أظهرت النتائج أنّ الجهاز تمكّن من التمييز بين العينات السرطانية والسليمة بنسبة دقة بلغت 100%.

    مزايا الابتكار

    غير تداخلي وقليل الألم: لا يتطلب سوى كمية ضئيلة من الدم خلافاً لخزعات نخاع العظم.

    صغير الحجم وقابل للحمل: بفضل التصميم الورقي واستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.

    سريع ومنخفض الكلفة: يوفر التشخيص في وقت قصير ومن دون أجهزة معقّدة وباهظة.

    حساسية وانتقائية فائقة: أثبت دقة كاملة في التمييز بين الحالات.

    الأهمية الطبية

    عادةً يُشخَّص سرطان الدم الحاد بوجود عدد كبير من الخلايا غير الناضجة في نخاع العظم، لكن التشخيص المبكر يظلّ حاسماً لرفع فرص نجاح العلاج. هدف البحث كان إيجاد أداة بسيطة وسريعة لاكتشاف المرض في مراحله الأولى وقبل البدء بالعلاج، ما يعزز فرص الشفاء ويحسّن جودة حياة المرضى.

    التحديات المستقبلية

    يشير الباحثون إلى أنّ عدد العينات المدروسة ما زال محدوداً، ما يتطلّب دراسات أوسع على فئات عمرية وحالات سريرية مختلفة، إلى جانب التحقق السريري في مراكز طبية متعددة لضمان تسويق هذه التقنية واعتمادها على نطاق واسع.

    رغم التحديات، يشكّل هذا الإنجاز من جامعة شيراز خطوة مهمة نحو تطوير أدوات تشخيصية سريعة ورخيصة وفعّالة لسرطانات الدم. كما أنّ تطويره لاحقاً قد يفتح المجال لتطبيقه في الكشف عن أمراض وسرطانات أخرى مرتبطة بالمؤشرات الحيوية المتطايرة.

    إرسال تعليق