وزير الداخلية اللبناني الأسبق في حدیث خاص لوکالة آنا: سلاح المقاومة مشروع
أفادت وکالة آنا الإخباریة، في عام ١٩٨٢، احتل الجيش الإسرائيلي بيروت وأجزاء من جنوب لبنان لفترة وجيزة.استسلمت بيروت دون أي مقاومة. حتى ذلك الحين، لم يكن مصطلح حزب الله أو المقاومة موجودًا في الأدبيات السياسية والعسكرية اللبنانية.
وأخيرًا، في ٦ فبراير ١٩٨٥، أصدر حزب الله في لبنان بيانًا وأعلن وجوده. وحتى اليوم، وبعد مروره بمراحل عصيبة، أصبح حزب الله معادلة قوة في التوازن العسكري للبنان والمنطقة، وفي السياق السياسي والاجتماعي للبنان.
حزب الله، وشخص السيد حسن نصر الله، جعلا من لبنان، الذي كان حتى ذلك الحين مجرد مكان للحياة العشائرية، مفهومًا للوطن والوطن والأمة.
أهم حدث سياسي واجتماعي هذه الأيام في لبنان والمنطقة هو قرار حكومة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، برفقة الرئيس جوزيف عون، بنزع سلاح حزب الله. قرارٌ لا يُمكن اعتباره منفصلاً عن السيناريو الأمريكي لتقسيم المنطقة وإضعاف المقاومة. قضيةٌ تُدار في العراق بالتزامن مع ذلك للضغط على فصائل المقاومة.
وبالطبع، لا يُمكن اعتبار هذا الإجراء الذي اتخذته الحكومة اللبنانية قراراً مستقلاً، بل هو حزمةٌ مقترحةٌ وفرضتها الولايات المتحدة وإسرائيل لضمان الأمن في محيط إسرائيل.
أدى تقييمٌ خاطئٌ إلى اعتقاد الحكومة اللبنانية بأنه بعد التطورات في لبنان وسوريا، واستشهاد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، قد وُضعت أسسٌ مناسبةٌ لنزع سلاح حزب الله، ولإخراج هذه الحركة والمقاومة من السياق السياسي اللبناني.
كما ساندت دولٌ مثل المملكة العربية السعودية وقطر الولايات المتحدة وإسرائيل، وعرضت على الحكومة اللبنانية حوافزَ من شأنها أن تُساعد في إعادة بناء الجيش والاقتصاد اللبنانيين في حال نزع سلاح حزب الله.
ولبحث هذه القضية، أُجري حوارٌ مع السيد مروان شربل، السياسي اللبناني ووزير الداخلية اللبناني السابق، تناول آخر التطورات في لبنان. مروان شربل (مواليد ١٩٤٧) عميد لبناني متقاعد، شغل منصب وزير الداخلية والبلديات سابقًا بين عامي ٢٠١١ و٢٠١٤.
في يونيو ٢٠١١، عُيّن وزيرًا للداخلية والبلديات في حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. كان شربل عضوًا في مجموعة عيّنها الرئيس ميشال سليمان في الحكومة.
وفي إشارة إلى التطورات المهمة في المنطقة، وخاصة سوريا ولبنان، قال وزير الداخلية اللبناني السابق مروان شربل: "إن نزع سلاح حزب الله قد يُخلّ بالتوازن العسكري والأمني في جنوب لبنان، ويُرجّح كفة الميزان لصالح الكيان الصهيوني".
وتابع: "هذا في حين أن الجيش اللبناني لا يملك القدرة الكاملة على الحفاظ على وحدة أراضي لبنان، كما أنه غير مجهز بأي أسلحة للدفاع عنه. كما أن الأمريكيين لا يرغبون في تسليح الجيش، حتى بالأسلحة الخفيفة. إنهم يبحثون عن فوضى بناءة في لبنان ليتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم.
وفي إشارة إلى التجارب التاريخية والإقليمية، تابع وزير الداخلية اللبناني السابق أن الأمريكيين يحاولون تطبيق نموذج الضفة الغربية في لبنان. نموذج يصبح بموجبه لبنان، مثل الضفة الغربية، مستعمرة إسرائيلية وأداة للسيطرة على المقاومة.
وأضاف أنهم يسعون لتطبيق نموذج الضفة الغربية في لبنان حتى تتمكن إسرائيل من التواجد في لبنان واحتلاله متى شاءت. وأضاف وزير الداخلية اللبناني السابق أن سلاح المقاومة لا يقتصر على حزب الله فحسب، بل إن شريحة مهمة من المجتمع اللبناني تقبّلته لدعم وحدة أراضي لبنان.
وقال أيضًا إن من يدّعي أن سلاح حزب الله تسبب في الأزمة والصراعات مع إسرائيل، هل كان هناك ما يسمى حزب الله عام ١٩٨٢ عندما احتلت إسرائيل لبنان بكل قوتها و... من الذي خلق كل تلك الإبادة الجماعية؟
وأضاف مروان شربل أنه رغم كل جهود الحركات السياسية، لا بد من القول إنه لا يمكن لأي حركة أن تُخرج المقاومة وحزب الله من السياق السياسي اللبناني.
سمیه خمارباقی