علماء يحولون نفايات نووية قديمة إلى علاج فعّال للسرطان
05 December 2025 | 21:42
  • 30 July 2025 - 13:09

    علماء يحولون نفايات نووية قديمة إلى علاج فعّال للسرطان

    كشف فريق من الباحثين في الولايات المتحدة عن إمكانية استخدام نفايات نووية تعود إلى عقود مضت في تطوير علاج مبتكر وفعّال للسرطان، يعتمد على جسيمات "ألفا" عالية الدقة في استهداف الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة السليمة.
    رمز الخبر : 8310

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، ووفقاً لتقارير علمية، فإن مختبر "أوك ريدج" الوطني في ولاية تينيسي، والذي يحتفظ منذ أربعينيات القرن الماضي بمخزون من اليورانيوم-233 المستخدم سابقاً في مشروع "مانهاتن" لتصنيع أولى القنابل الذرية، أصبح اليوم مصدراً لنظير نادر يُعرف بالثوريوم-229.

    هذا النظير يُستخدم لإنتاج مادة مشعة تُدعى الأكتينيوم-225، قادرة على إطلاق جسيمات "ألفا" تقوم بتدمير الحمض النووي للخلايا السرطانية، ما يؤدي إلى انكماش الأورام ووقف نموها، دون إلحاق ضرر بالخلايا المجاورة السليمة.

    ويُستخدم العلاج حالياً في التجارب السريرية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، مثل البروستات، والثدي، وسرطان الغدد اللمفاوية، وسط مؤشرات إيجابية ونتائج مشجعة.

    وتقول سارة شايفر، مديرة مشروع تنظيف اليورانيوم في مختبر "أوك ريدج"، إن هذا العلاج لم يعد مجرد فكرة نظرية، بل أصبح واقعاً عملياً يتم تطبيقه على أرض الواقع.

    ويمتاز هذا النوع من العلاج النووي بقدرته الفائقة على الاستهداف، حيث يتم ربط جسيمات الأكتينيوم-225 بأجسام مضادة موجهة نحو الخلايا السرطانية بدقة بالغة، ما يقلل من الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي.

    لكن التحدي الأكبر يكمن في محدودية الثوريوم-229، إذ لا يتوفر منه حالياً سوى نحو 45 غراماً مخزّنة في مختبر "أوك ريدج"، ومن المتوقع أن ينفد هذا المخزون بحلول عام 2028.

    ولهذا السبب، يعمل العلماء على ابتكار طرق بديلة لإنتاج الثوريوم-229 بشكل مستقل عن اليورانيوم-233، من بينها استخدام المفاعلات النووية لقصف الراديوم-226 بالنيوترونات، أو عبر مسرّعات الجسيمات لإنتاجه اصطناعياً.

    وإذا نجحت هذه الجهود، فقد تُمكن من توفير كميات كافية لعلاج مئات بل آلاف المرضى سنوياً حول العالم، ما يُمهّد الطريق لاستخدام الطاقة النووية في واحدة من أنبل مهامها: إنقاذ الأرواح ومحاربة السرطان.

    إرسال تعليق