علماء صينيون يحققون إنجازاً علمياً بزراعة نسيج قلبي بشري داخل جنين خنزير
20 December 2025 | 02:42
  • 07 July 2025 - 13:05

    علماء صينيون يحققون إنجازاً علمياً بزراعة نسيج قلبي بشري داخل جنين خنزير

    في خطوة علمية غير مسبوقة، نجح فريق بحثي صيني بقيادة الدكتور لاي ليانغكسو من معهد غوانغتشو للطب الحيوي والصحة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، في زراعة نسيج قلبي بشري داخل جنين خنزير، حيث واصل هذا النسيج النبض تلقائيًا لمدة 21 يومًا متتاليًا، ما يمثل تطورًا لافتًا في مجال الهندسة الوراثية.
    رمز الخبر : 8168

    أفادت وکالة آنا الإخباریة، وتعتمد التجربة على تقنية "الكائنات الخيمرية"، التي تمزج بين خلايا بشرية وأخرى حيوانية داخل كائن حي واحد. وقد تم تعديل الجنين الحيواني وراثيًا لمنع تكوّن القلب، قبل أن تُحقن فيه خلايا جذعية بشرية تعمل على بناء العضو المطلوب. وتم تعزيز قدرة الخلايا البشرية على التكيف مع البيئة البيولوجية الخاصة بالخنزير من خلال تعديلها جينيًا لتتلاءم مع ظروف النمو داخل الجنين الحيواني.

    وأُجريت عملية الزرع في مرحلة مبكرة جدًا من تطور الجنين تُعرف بمرحلة "التويتة" (morula)، حيث لا يتجاوز عدد خلايا الجنين حينها 12 خلية. وبعد نجاح عملية الزرع، نُقلت الأجنة إلى أرحام خنازير بديلة ضمن بروتوكول يشبه عمليات التلقيح الصناعي. وخلال فترة التطور داخل الرحم، لوحظ تكوّن قلوب جنينية صغيرة تنبض بشكل طبيعي، وتبيّن من خلال التحاليل أن النسيج القلبي يحتوي على خلايا بشرية نشطة، رغم عدم تحديد نسبتها الدقيقة.

    ورغم هذا النجاح اللافت، أشار الباحثون إلى تحديات مهمة، أبرزها تأثير الخلايا البشرية على الوظائف الحيوية للقلب الخنزيري، ما يستدعي مزيدًا من الدراسات لضمان فعالية وأمان هذه التقنية.

    ويُعد استخدام الخنازير في هذه الأبحاث خيارًا شائعًا نظرًا للتشابه الكبير بين أعضائها الداخلية وتلك البشرية، ما يجعلها نماذج مثالية لتطوير تقنيات زراعة الأعضاء.

    ويأتي هذا الإنجاز في وقت يواجه فيه العالم أزمة حادة في توفر الأعضاء البشرية للزراعة، ما يعزز الآمال بأن تسهم هذه التقنيات الثورية في إيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلة. يُذكر أن فرقًا بحثية أخرى حول العالم، من بينها باحثون من مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس، يعملون على تجارب مماثلة باستخدام أجنة الفئران.

    ورغم التقدم العلمي المذهل، لا تزال هذه التجارب تثير جدلاً أخلاقيًا وقانونيًا واسعًا، خصوصًا في ما يتعلق بحدود الدمج بين الأنواع، مما دفع العديد من الجهات التنظيمية إلى فرض قيود صارمة على هذه الأبحاث. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً في أن تساهم هذه الابتكارات في إنقاذ أرواح آلاف المرضى حول العالم.

    إرسال تعليق