توتر متصاعد بين القاهرة وواشنطن وسط مؤشرات على قطيعة دبلوماسية محتملة

أفادت وکالة آنا الإخباریة، يأتي هذا التطور في ظل تجاهل واضح للقاهرة، بعد سلسلة من الخلافات، أبرزها الموقف المصري الرافض لمخططات تهجير الفلسطينيين، وامتناع الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تلبية دعوة لزيارة واشنطن للقاء ترامب، وهي مواقف لم تُخفّف من حدّتها اتصالات هاتفية اتسمت بطابع بروتوكولي تقليدي تضمن عبارات دبلوماسية معتادة، لكنها لم تُبدّد غيوم التوتر.
ومن بين الإشارات الدالة على تباعد المصالح بين البلدين، إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين مصر والصين، حيث أعلنت القوات المسلحة المصرية اختتام فعاليات التدريب الجوي المشترك "نسور الحضارة 2025"، بمشاركة طائرات مقاتلة متعددة المهام، وهو ما اعتُبر رسالة غير مباشرة إلى واشنطن.
ويرى مراقبون أن اقتصار زيارة ترامب المرتقبة على العواصم الخليجية الثرية يحمل دلالات واضحة، تفيد بأن المصالح الاقتصادية، لا سيما الاستثمارات والتمويل، باتت تتحكم في أولويات التحالفات الأميركية في المنطقة، وسط تجاهل متزايد للقضية الفلسطينية، التي يبدو أنها ستُركن جانباً لصالح ملفات أخرى أبرزها الحرب في أوكرانيا والمفاوضات النووية مع إيران.
وفي سياق متصل، فجّر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش موجة جديدة من الجدل بتصريحات دعا فيها إلى "نكبة جديدة للعرب" كردّ على عملية 7 أكتوبر، في ظل صمت عربي رسمي وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
الكاتب أنور الهواري علّق على ذلك بالقول إن "ما دامت إسرائيل قائمة، فإن الحرب ستظل قدراً محتّماً على هذه المنطقة، ولا دور للعرب دون امتلاك روح المقاومة والصمود".
أما في غزة، فالمشهد يزداد قتامة، إذ يستمر الحصار الخانق ونقص الغذاء والدواء، ما دفع المدير العام للمستشفيات في غزة، د. محمد زقوت، إلى التحذير من انهيار وشيك في النظام الصحي خلال 48 ساعة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
في المقابل، عبّرت د. عالية المهدي، العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن أسفها العميق قائلة: "أين هم الرجال في العالم العربي؟ أليس فيهم من يمتلك قلباً وشجاعة للدفاع عن غزة وأطفالها؟"
وفي الوقت الذي تتقاعس فيه الحكومات، يؤكد نشطاء "أسطول الحرية" أن الأمل بات معقوداً على الشعوب، داعين إلى تحركات شعبية عاجلة، فهل تصل الأصوات الشعبية هذه المرة، وإن متأخرة؟