مقدم فر: خلق فجوة بين الشعب والقيادة هو تكتيك في الحرب الإدراكية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، وتحدث مقدم فر في مؤتمر "طوفان الأقصى وغزة" عن الحرب الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني ضد فلسطين وجبهة المقاومة، مشيرًا إلى أن الحرب تضمنت جبهتين: جبهة عسكرية واضحة وجبهة حرب ناعمة، التي كانت مزيجًا من الحرب الدبلوماسية، الإعلامية، السيبرانية، وأنواع متعددة من الحرب الناعمة.
كما أشار إلى أن الكيان الصهيوني في الـ75 عامًا الماضية قام بعدة خطوات في مجال الإعلام، مثل إنشاء بعض الوسائل الإعلامية الكبرى أو الاستثمار في بعضها، حيث عملوا بشكل مستمر على تحسين نفوذهم في مجال الإعلام والوعي العام. وأوضح مقدم فر أنه في الحرب الأخيرة، بجانب الحروب الأخرى، استخدم الكيان الصهيوني الحرب الإدراكية بمساعدة وسائل الإعلام.
وأشار حميدرضا مقدم فر، مستشار القائد العام للحرس الثوري، إلى أن الحرب الإدراكية، رغم كونها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أن تأثيرها بالغ الأهمية. وأوضح أن المفكرين الغربيين قد أشاروا في وقت سابق إلى أن ساحة المعركة في القرن الواحد والعشرين ستكون عقول البشر، وهو ما رأيناه بشكل أكبر في الحرب الأخيرة، حيث كانت هذه الحرب مشابهة لتجارب صهيونية في حرب الـ33 يومًا والـ23 يومًا.
وقد قدّم مقدم فر تعريفًا بسيطًا للحرب الإدراكية، حيث قال إنها "القدرة على التأثير على الإدراك والمعرفة لدى فرد أو مجتمع بهدف تغيير سلوكهم لتحقيق الأهداف المطلوبة". ولفت إلى أن هدف هذه الحرب هو تغيير المعتقدات والقيم والمعايير الاجتماعية من خلال تغيير الإدراك الفردي والجماعي، مما يؤدي إلى إدارة تلك التغييرات وتغيير الحسابات.
كما أشار مقدم فر إلى بعض التعريفات الخاطئة التي تربط الحرب الإدراكية بالحرب النفسية، وناقش الفروقات بينهما. وقال إن الحرب النفسية كانت موجودة منذ العصور القديمة، ولا تزال تُستخدم حتى الآن باستخدام مختلف التكتيكات.
إلا أن الفارق الرئيسي بين الحرب النفسية والحرب الإدراكية يكمن في الأهداف: الحرب النفسية تستهدف التلاعب بالأفكار عبر وسائل مثل الشائعات والكذب، بينما تهدف الحرب الإدراكية إلى تغيير المعتقدات العميقة والإدراك بشكل أساسي.
وأشار حميدرضا مقدم فر، مستشار القائد العام للحرس الثوري، إلى أن العدو في الحرب النفسية يسعى إلى تضليل الرأي العام باستخدام تقنيات متنوعة مثل الشائعات والأكاذيب، بينما في الحرب الإدراكية، الهدف هو تغيير المعتقدات والمعرفة والأفكار الفردية والجماعية. وأوضح أن هذا النوع من الحرب يعتمد على تغيير الإدراك والفهم للأفراد حتى يتغير حساباتهم.
وأضاف مقدم فر أن الحرب الإدراكية تعتمد على ثلاثة ركائز أساسية: أولاً، فهم دماغ الإنسان، وثانيًا، علم الأعصاب، وأخيرا، الذكاء الاصطناعي.
وأشار مقدم فر إلى أن الدور الأهم في الحرب الإدراكية هو إدارة الإدراك، حيث أن المفاهيم أحيانًا قد يتم فهمها بشكل خاطئ في المجالات المعرفية. وبيّن أن هناك فرقًا بين العلم والفهم، وأوضح أن الشخص الذي يمتلك علمًا قد لا يكون بالضرورة ذا فِهم عميق، بينما قد يكون الشخص عالمًا دون أن يمتلك بصيرة.
وأكد مقدم فر أن في الحرب الإدراكية، الهدف هو إدارة الإدراك، حيث تشكل العلوم المعرفية الأساس لهذه الحرب. وأضاف أن من بين التكتيكات المستخدمة في هذه الحرب، هو تقويض المصداقية، إضعاف الثقة، تجريد الشرعية، القضاء على الأمل، وخلق فجوة بين الشعب والقادة.
وأوضح مقدم فر أن الهدف الرئيسي لهذه الحرب هو تغيير الحسابات والتوقعات، حيث أن ساحة المعركة هي الصورة الذهنية التي يحملها الناس. وبيّن أنه في هذا السياق يتم إرساء فكرة أن الحقيقة هي ما يُرى، مما يسهل عملية تشويه الذهن بدلًا من تغييره بالكامل. من بين التكتيكات المستخدمة أيضًا هي تقويض الشرعية، التكييف العقلي، والتلاعب بالواقع.