صفعة لماكرون وبارديلا .. تحالف اليسار في فرنسا يفوز بالانتخابات البرلمانية
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم الاثنين، فوز ائتلاف الأحزاب اليسارية "الجبهة الشعبية الجديدة" بالانتخابات البرلمانية في فرنسا بحصوله على 182 مقعداً في البرلمان.
وبحسب البيانات النهائية التي نشرتها الوزارة، حلّ تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون "معاً" في المركز الثاني بحصوله على 168 مقعداً، فيما حلّ حزب "التجمع الوطني" (أقصى اليمين) بزعامة مارين لوبان ورئاسة جوردان بارديلا في المركز الثالث بحصوله على 143.
ويليه الحزب الجمهوري في المرتبة التالية بـ 45 مقعداً. أما باقي الأحزاب المشاركة في الانتخابات حصلت في المجموع على 39 مقعداً.
ولم يحصل أيّ حزب أو تحالف على الأغلبية المطلقة (289 مقعداً من أصل 577 عدد أعضاء البرلمان الفرنسي).
وبالتوازي مع فوز ائتلافه بالانتخابات، قال زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون، إنّه "علينا الاعتراف بدولة فلسطين لأنه من بين الوسائل المتاحة لنا للضغط".
ويتعرّض ميلانشون للكثير من الانتقادات بسبب موقفه من الحرب على غزة، ويتهمه البعض بـ"معاداة السامية"، ومن أبرز مواقفه أن ما تقوم به "إسرائيل" في غزة "ليس دفاعاً مشروعاً عن النفس وإنما إبادة عرقية"، ودعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومطالبته فرنسا بالعمل على ذلك بكل قوتها السياسية والدبلوماسية.
وطالب زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري، ماكرون الاعتراف بهزيمته في الانتخابات، ودعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة، واعتبر أن الفرنسيين لن يقبلوا "أي خيانة لأصوات الفرنسيين"، مضيفاً أن "الشعب قال لا لليمين المتطرف ونرفض سياسة ماكرون".
وفي إثر دعوات ميلانشون، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية، غابرييل آتال، نيته تقديم الاستقالة من رئاسة الحكومة ومواصلة العمل إلى حين تشكيل حكومة جديدة.
تبركات دولية "للجبهة الشعبية الجديدة"
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بارك "للجبهة الشعبية الجديدة" فوزها بالانتخابات التشريعية، موجهاً "التحية للشعب الفرنسي، وللحركات الاجتماعية وقواها الشعبية، في هذا اليوم المهم الذي يعزز الوحدة والسلام".
وتابع أنّ "ما جرى يبعث برسالة قوية للعالم، أن وحدة اليسار والتقدمية هي البديل الوحيد الصالح، في مواجهة التهديدات الكبرى للإنسانية، والتي تمثلها النيوليبرالية والفاشية العالمية اليوم".
وأمِل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تلبية احتياجات شعبها والمساهمة في توليد التوازنات اللازمة على الساحة الدولية، وتعزيز إعادة إرساء القيم الأساسية المتأصلة في السلام والعدالة والاستقرار العالمي".
وجدد تأكيد بلاده إرادتها في "بناء علاقات صحية ومثمرة ذات منفعة متبادلة مع الجمهورية الفرنسية، على أساس احترام القانون الدولي، فضلاً عن مبادئ المساواة والسيادة وتقرير المصير لشعوبنا".
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو تعليقاً على فوز اليسار في فرنسا قال: "إنّها ثورة عالمية من أجل الحياة، الحرية، المساواة، الأخوة"، مشيراً إلى أنّ "الإنسانية قامت بردة الفعل في أتعس لحظات الإنسانية".
من جهته الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أعرب عن سعادته بإظهار عظمة ونضج القوى السياسية في فرنسا التي "توحدت ضد التطرف في الانتخابات التشريعية".
وتابع أنّ "هذه النتيجة، إضافة الى فوز حزب العمال في المملكة المتحدة، تبرز أهمية الحوار بين الشرائح التقدمية دفاعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية".
الرئيس البوليفي السابق إيڤو موراليس، بدوره، أشار إلى أنّ ما جرى "مثال عظيم على أن وحدة القوى الشعبية قادرة على التغلب على أي عقبة".