مجزرة تل السلطان في رفح.. جريمة أمريكية بإمتياز
أفادت وکالة آنا الإخباریة، اغلب المحللين السياسيين، توقعوا ان يرتكب رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء حربه، مجزرة جديدة بحق المدنيين وخاصة الاطفال والنساء في غزة، انتقاما من العملية البطولية التي نفذتها المقاومة الاسلامية في مخيم جباليا شمال غزة، عندما قتلت واسرت 16 من عناصر النخبة في قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهي العملية التي كشفت عن كذب مزاعم نتنياهو، بشأن القضاء على حماس وللاسف توقع المحللين قد حصل، فانتقم نتنياهو لهزيمته، من اطفال ونساء غزة.
رغم ان المجزرة هزت الضمير العالمي هزا عنيفا، وبات الراي العام العالمي يؤمن اكثر بصوابية قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، الا ان رأينا كيف خرج علينا نتنياهو، بعد ساعات فقط من ارتكابه والمجزرة، ليعلن وبكل وقاحة وصلف، ان ما حدث في رفح كان "خطأ"، وانه لن يتراجع ولا ينوي إنهاء الحرب قبل تحقيق كل أهدافها، وان ألف مدع عام في لاهاي لا يمكنه ايقافه.
اللافت ان نتنياهو المطلوب من العدالة الدولية، بسبب جرائمة ضد الانسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها في غزة منذ 8 اشهر، كيف تجرأ على تحدي القانون الدولي والمجتمع الدولي، وان يأمر بتنفيذ مجزرة رفح، ولا يكتفي بذلك، نراه يؤكد وبصوت عال انه سيواصل جرائمه ومجازره، دون ادنى اكتراث، لا بالغضب العالمي ولا بالقانون الدولي.
من اين يستمد نتنياهو قوته، عندما يضرب بعرض الحائط، بمواقف وتصريحات زعماء دول حليفة لكيانه، طالبته بوقف عدوانه على غزة، بعد مجزرة رفح، كدعوة منسق السياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، التي طالب فيها الكيان الاسرائيلي بضرورة تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية. وهو موقف شاطرته به وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك التي اعتبرت إن القانون الإنساني الدولي ينطبق على الجميع، وكذلك على سلوك تل ابيب في الحرب. وهو ذات الموقف الذي كرره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي عبر عن غضبه من الهجوم على رفح، ودعا الى ضرورة الوقف الفوري لاطلاق النار واحترام القانون الدولي؟.
الجواب على جميع هذه الاسئلة يتلخص بكلمة واحدة وهي: "أمريكا". فلولا زعيمة الارهاب العالمي، التي تدير العدوان على غزة، لما تجرأ نتنياهو ان يتحدى العالم، فهو اصغر من ان يتحدى القانون الدولي والمجتمع الدولي والمحاكم الدولية وزعماء العالم. فالحرب التي اعلنتها امريكا، على القانون الدولي وعلى المحاكم الدولية، وبدأت بسن تشريعات وقوانين لمعاقبة ومطاردة اعضاء المحاكم الدولية، لانهم تجرأوا على مساءلة نتنياهو، هي التي جرأت الاخير على الظهور كبلطجي لا يعبأ بقانون او محفل دولي، لمعرفته ان امريكا تحمي نفسها، من خلال تهديد المحاكم والمنظمات الدولية ومطاردة اعضائها، قبل ان تحميه هو، فامريكا تعلم جيدا، انه في حالة تم ادانة نتنياهو، فالدور سيأتي على بايدن بالضرورة، لانها تعلم، ان العالم اجمع بات على يقين ان العدوان على غزة، هو عدوان امريكي صارخ، وان مجزرة تل السلطان في رفح هي جريمة أمريكية بإمتياز.