بالتعاون مع باحث ايراني.. تصميم جهاز قابل للهضم يراقب المؤشرات الحيوية للجسم
ووفقاً لمراسل وكالة آنا لأخبار العلوم والتكنولوجيا، توصل العلماء بمساعدة عالم إيراني، من تصميم جهاز جديد قابل للهضم، يمكنه تتبع العلامات الحيوية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب من داخل الجسم.
يشار الى أن الإنجاز الذي حققه العالم الايراني "علي رضائي" وزملاؤه يمكن أن يوفر طريقة بسيطة ومريحة لرعاية الأشخاص المعرضين لجرعات زائدة من المخدرات. ونشرت نتائج هذا البحث الجمعة 17 نوفمبر في مجلة Device.
في السياق يوضح جيوفاني ترافيرسو «Giovanni Traverso» صاحب هذه الدراسة والأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى تخصصي للنساء في جامعة بريجهام ولندن: " هذا الجهاز يمكنه تشخيص ومراقبة العديد من الحالات الصحية دون الحاجة لزيارة الطبيب"، لهذا فهو يساعد المستشفى على جعل الرعاية الصحية أكثر سهولة ودعما للمرضى.
يعتبر الجهاز ثمرة جهود متزايد لتطوير أجهزة قابلة للهضم يمكنها أداء وظائف متعددة داخل الجسم. على عكس الأجهزة التي تتطلب عملية جراحية لزراعتها، على غرار أجهزة تنظيم ضربات القلب، فإن الأجهزة القابلة للهضم سهلة الاستخدام وغير جراحية. كمثال على ذلك، يستخدم الأطباء كاميرات صغيرة قابلة للبلع لإجراء عمليات تنظير القولون، والتي تتطلب عادةً دخول المستشفى.
في هذا الصدد، يقول بنجامین بلس «Benjamin Pless»، مؤلف دراسة آخر ومؤسس شركة Celero Systems وهي شركة أجهزة طبية قائمة على المعرفة في ماساتشوستس: "الفكرة هي: يمكن للطبيب أن يصف هذه الكبسولات، وما على المريض إلا أن يتناولها". لقد اعتاد الناس على تناول الحبوب، كما أن تكلفة استخدام الأجهزة القابلة للابتلاع أقل بكثير من تكلفة إجراء الاختبارات الطبية الشائعة والتقليدية.
ويعمل هذا الجهاز المسمى "VM Pill" عن طريق استشعار اهتزازات الجسم الصغيرة المتعلقة بالتنفس ونشاط القلب. يمكن لهذا الجهاز اكتشاف ما إذا كان تنفس الشخص قد توقف من داخل الأمعاء أم لا.
ولاختبار حبوب VM، قام العلماء بوضعها في معدة الخنازير المخدرة. ثم تم إعطاء الخنازير الفنتانيل (مادة أفيونية قوية يمكن أن تسبب فشل الجهاز التنفسي لدى البشر). قام الجهاز بقياس معدل تنفس الخنازير في الوقت الفعلي، وقام بتنبيه الباحثين، الذين يمكنهم عكس آثار الجرعة الزائدة.
وعن اختبار الجهاز على البشر قام الباحثون باختباره لأول مرة، لقد أعطوا هذه الحبة للأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم (اضطراب يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم). كثير من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم لا يدركون حالتهم، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن تشخيصه يتطلب قضاء ليلة في معمل نوم متصل بأجهزة خارجية تراقب علاماتهم الحيوية.
يوضح الطبيب بلس: " وجدنا أن انقطاع التنفس أثناء النوم له أعراض مشابهة لمشاكل التنفس الناجمة عن المخدرات".
من جهته يقول "علي رضائي"، أحد العلماء الايرانيين في هذه الدراسة وطبيب الأعصاب في معهد روكفلر لعلم الأعصاب بجامعة وست فرجينيا: "كانت جودة وثبات هذه التسجيلات ممتازة مقارنة بالدراسات السريرية القياسية التي أجريناها في مختبرات النوم لدينا".
وأكمل: بالفعل يستطيع هذا الجهاز أن يزودنا بمراقبة المؤشرات الحيوية للمرضى عن بعد دون أسلاك وكادر طبي، مما يتيح مراقبة المرضى في بيئتهم الطبيعية بدلا من العيادة أو المستشفى.