10 منجزات تقنيّة تقدمها ايران لزوار الأربعين
ووفقاً لوكالة آنا للعلوم والتكنولوجيا؛ في كل عام، يُظهر المسلمون في جميع أنحاء العالم حبهم وإخلاصهم لأبي عبد الله الحسين (ع) في مختلف المناسبات المخصصة لشهر محرم وصفر. وترتبط إحدى هذه الطقوس بزيارة الأربعين الحسيني، والذي يُعرف بأنه أكبر مسيرة في أنحاء العالم منذ عدة سنوات.
وبما أن التقنيين والمبتكرين دخلوا كافة مجالات التقنيات والتكنولوجيا، حاولنا التحدث مع عدد من الباحثين الذين خطوا خطوات في مجال تقديم الخدمات المبتكرة للزوار. ومن خلال تقديم أفكارهم التكنولوجية، حاول الباحثون في ايران توفير ظروف أفضل لراحة زوار الأربعين حتى تأخذ هذه الظاهرة الدينية والروحية لونا مختلفًا.
سنستعرض في هذا التقرير عدد من إنجازات الباحثين التي كان لها أثرها في تيسير مسيرة الأربعين. وتشمل هذه الإنجازات تصميم تطبيق باستخدام أجهزة التتبع، وتكنولوجيا البلازما والتخلص السريع من النفايات، ومحاكاة البنية الليفية للأنسجة الطبيعية لجسم الإنسان، ومولد الأكسجين الأصلي، وبرمجيات التحكم في حركة السيارات، وتصنيع الكراسي المتحركة الخفيفة والمقاومة من ألياف الكربون، وآلة العصير الإيرانية، ونظام مراقبة سلوك القيادة، ونظام الزيارة الافتراضية، وخدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
*تطبيق أجهزة التتبع لمساعدة الزوار
أحد هذه الإنجازات هو برنامج التعقب، وفي هذا الصدد، نجح الباحثون في تصميم تطبيق يمكن تثبيته على الهاتف المحمول الذي يعمل بنظام أندرويد. وفي هذا السياق، قال حمزة محمدي الرئيس التنفيذي لشركة معرفية ايرانية: يمكن أن يؤدي هذا التطبيق إلى تكوين مجموعات حتى يتمكن المسافرين من العثور على بعضهم البعض.
وأوضح أن زوار الأربعين الحسيني يواجهون مشاكل بدون التقنيات الحديثة مثل الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول، وقال: كان الزوار يضيعون بعضهم البعض في أكبر مسيرة في العالم بالنظر إلى أنه من الصعب إنشاء قنوات اتصال خلال هذه المراسم؛ الآن، في هذا التطبيق، تتم مشاركة موقع الأشخاص في المجموعة. بمعنى آخر، يمكن للأشخاص الموجودين على الخريطة رؤية مسار زملائهم المسافرين.
وقال الرئيس التنفيذي لهذه الشركة المعرفية: باستخدام هذا التطبيق، يتم استقبال بيانات الحجاج من خلال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الموجود بالهاتف، والذي يحدد آخر موضع للشخص.
وبين أن هذا التطبيق صمم لزوار الأربعين مجاناً، وقال: لقد صممنا هذا التطبيق بحيث يتم استهلاك بطارية الهاتف المحمول بشكل أقل ولا يمكننا سوى الوصول إلى موقع الطرف الآخر. كما أن دقة هذا التطبيق عالية جدًا.
*تحويل النفايات إلى غاز دون تأثير سلبي على البيئة
نظراً لأن مخلفات القمامة على طريق مسيرة الأربعين أصبح أكثر من المعتاد في غضون أيام قليلة، فقد نجحت شركة ايرانية أخرى قائمة على المعرفة في إنتاج محرقة متنقلة للقمامة. وقال عادل موحدی ، رئيس مجلس إدارة هذه الشركة المعرفية، في مقابلة مع وكالة آنا: "يتم سكب مجموعة متنوعة من النفايات المختلطة في هذه المحرقة بواسطة مشاعل البلازما ثم تحويلها إلى إلى الغاز." إن تحويل النفايات إلى غاز باستخدام الحركة الجزيئية ليس له أي آثار ضارة على البيئة.
وأكمل عادل موحدی: الصور غير المرغوب فيها التي شوهدت خلال مراسيم الأربعين هذه السنوات سيتم التخلص منها بالكامل بهذه الطريقة. وحتى الآن، اتخذ الباحثون المزيد من التدابير في مجال العلاج؛ لكن التخلص من النفايات يمكن أن يمنع الأمراض. يستخدم هذا المنتج لتنظيف البيئة. كما أنها فعالة في المحافظات الشمالية بسبب الكثافة السكانية العالية والمدن. باستخدام تقنية شعلة البلازما، يتم تحويل النفايات إلى غاز ويتم فصل الكربون والهيدروجين والأكسجين وغيرها عن بعضها البعض.
وبين أن الغاز الناتج عن شعلة البلازما يستخدم للتدفئة وإنتاج الطاقة، وقال: يتم تحويل الناتج الصلب في المحرقة المتنقلة إلى الكربون المنشط، الذي له العديد من الاستخدامات، بما في ذلك صناعة معجون الأسنان والمواد المحفزة.
*إلتئام الجروح بضمادات النانو
ومن المتوقع أن تكون هناك حوادث على هذا الطريق سيحتاج فيها الحجاج إلى ارتداء الملابس. ولهذا السبب، رأت شركة قائمة على المعرفة أن إنتاجها مناسب في هذا الاتجاه وقدمت منتجها.
وقال عادله قلیبور کنعانی، الرئيس التنفيذي لهذه الشركة القائمة على المعرفة، مشيراً إلى أننا نجحنا في صنع ضمادة متطورة من الألياف النانوية، وأوضح لوكالة أنباء آنا: إن هذه الضمادة تستخدم تقنية النانو لإنتاج ألياف على نطاق النانومتر و بوليمرات طبيعية متوافقة حيوياً مع البنية الليفية للأنسجة وتحاكي الجسم الطبيعي.
ولفت إلى أن محاكاة البنية الليفية لأنسجة الجسم الطبيعية تزيد بشكل كبير من خصائص الشفاء، وقال: إن هذه الضمادة مسامية وقابلة للتنفس ولها خاصية مضادة للجراثيم قوية جدًا، كما أن عدم الالتصاق والمرونة العالية لهذه الضمادة هي من بين السمات الرئيسية لهذه الضمادة. كما أن هذه الضمادات لا تقيد حركة الشخص. حاليا، يتم استخدام هذه الضمادة لجروح القطع وجميع أنواع جروح الجلد وجروح الحروق.
وأشار إلى أن هذا المنتج يسرع العلاج بنسبة لا تقل عن 70% مقارنة بالضمادات الأخرى بسبب تركيبته والمواد الخام المصممة خصيصا له، كما تزيد جودة العلاج بشكل كبير، ويكون تأثير الجرح ضئيلا ولا يترك أي أثر تقريبا. آثار.
*استخدام مولد الأكسجين المحلي 24 ساعة يوميا
يعد مولد الأكسجين من أهم الأدوات الطبية ووجوده ضروري للمرضى، في السياق قال مهدی شاديده رئيس مجلس إدارة شركة معرفية، لوكالة آنا: "تم إنتاج هذا المنتج بنجاح مولدات أكسجين بسعات 5 و 8 و 10 لتر. قمنا بتركيب مولدات الأكسجين بحيث لا يزعج الهواء الساخن في العراق المرضى والأجهزة.
وأوضح أن مسحوق الزيوليت الموجود في ضاغط مولد الأكسجين حساس للغاية للحرارة، وأضاف: لكي نتمكن من استخدام هذا الجهاز في الحرارة استخدمنا عدة حلول. قمنا بالتحكم في درجة الحرارة داخل هذا الجهاز وقمنا بتركيب مبرد في هذا الصدد. يقوم نظام التبريد هذا بتبريد درجة الحرارة بمقدار 3 درجات أكثر من نظيراته الخارجية.
وأكد أن نظام التبريد يمنع تلف الجهاز في الحرارة العالية، وقال: يجب إيقاف تشغيل مولدات الأكسجين المستوردة بعد 3 ساعات من الاستخدام ثم تشغيلها لإعادة استخدامها؛ لكن هذا الجهاز الإيراني يمكن استخدامه بشكل دائم وعلى مدار 24 ساعة يوميا دون المساس بنقاء الجهاز.
*برنامج مراقبة حركة السيارات
من بين الإنجازات الأخرى التي حققها الباحثون في الشركات المعرفية خدمة لزوار الأربعين، يمكن أن نذكر تصميم برمجيات للتحكم في حركة مرور السيارات. وقال محمد مهدي إبراهيمي الرئيس التنفيذي لهذه الشركة المعرفية، مشيراً إلى أننا ننشط في مجال البرمجيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور، وقال لوكالة آنا: "برنامج مراقبة حركة السيارات، ومن أهم هذه البرامج برمجيات باسكول التي تستخدم تقنيات البرمجة الحديثة وإدارة قواعد البيانات، وتعتبر من منتجات هذه الشركة.
وأوضح أن برنامج إدارة مواقف السيارات يعتبر من أكثر البرامج شمولا في البلاد، وقال: بالإضافة إلى سهولة استخدامه، يوفر هذا البرنامج أمان السيارات بشكل جيد مع إمكانية مقارنة السيارات تلقائيا عند الدخول والخروج من مكان انتظار السيارات.
*صناعة كراسي متحركة خفيفة الوزن
نظرًا لأن زوار الأربعين من مختلف الأعمار والأوضاع، فقد تكون هناك حاجة إلى كراسي متحركة. ولذلك تمكن الباحثون من تصميم كراسي متحركة خفيفة مناسبة للمشي، والتي لها بالطبع استخدامات أخرى. وقال مسعود نعمتي الرئيس التنفيذي لشركة معرفية ايرانية أنتجت هذه الكرسي، إننا ننشط في مجال المعدات الطبية المتقدمة لإعادة تأهيل معدات كبار السن، وقال في مقابلة مع وكالة أنباء آنا للعلوم والتكنولوجيا: الكراسي المتحركة خفيفة الوزن هي وسيلة اختيار ممتاز للمرضى بسبب سهولة استخدامه. هذا الكرسي المتحرك مصنوع من مواد خفيفة الوزن ومقاومة للغاية، وهو ما يعتبر من مميزاته المتميزة.
*صنع ماكينة عصير بتكنولوجيا إيرانية
من أصعب الإجراءات في مراسم الأربعين الحسيني ملء أكواب من الشراب باستخدام إبريق؛ ولذلك، تغلب الباحثون الإيرانيون على هذا التحدي. وأشار مهدي عباسي عبادجي الرئيس التنفيذي لشركة معرفية ايرانية، الى صانع الشراب المنتج من قبل خبراء ايران، أن آلة تعبئة العصير هذه يمكن أن تكون حلاً ممتازًا لملء الأكواب بالشراب خلال مراسم الأربعين، وقال: هذا موزع الشراب الأوتوماتيكي يملأ 200 كوب في الدقيقة .
وذكر أن المواكب تحتاج إلى هذا الجهاز العملي لتخدم بكميات كبيرة الزوار، وقال: الجو حار جداً ولا يمكن ملء الكوب مسبقاً، وقد تم حل هذه المشكلة بالجهاز المصمم في هذه الشركة. تم تصميم هذا الجهاز لسهولة التقديم ومنع التراكم وزيادة كفاءة العمل.
*تصميم نظام مراقبة سلوك القيادة
خلال العام المنصرم، مع وقوع 400 ألف حادث مروري، توفي ما يقرب من 17 ألف مواطن إيراني، وعلق 60 ألف شخص في بعض المواقع، وتقطع الحبل الشوكي لـ 40 ألف شخص. ولذلك، حاول الباحثون تصميم منتج لمنع هذه الأضرار في الأيام التي سبقت الأربعين.
في السياق، صرح محسن عبدالهادی الرئيس التنفيذي لشركة قائمة على المعرفة في مقابلة مع وكالة أنباء آنا: نجحنا في تصميم نظام لمراقبة المركبات وسلوك القيادة لمنع وقوع حوادث مرورية مثل نعاس السائق وعدم الانتباه إلى طريق. وبين أن نظام مراقبة السلوك يتعرف على التغير في سلوك السائق، وقال: إن هذا النظام يحاول بذكاء إبقاء الشخص في حالة تأهب. كما أنه يحاول إيقاظ الشخص بنظام إنذار اهتزازي وصوتي. وتختلف كمية التحذيرات حسب مستوى اليقظة والنعاس لدى الشخص.
وذكر عبد الهادي أن نظام مراقبة سلوك القيادة يستخدم في السيارات وغرفة التحكم، وقال: يستخدم هذا النظام حيثما يكون مستوى تنبيه المشغل مهما. يتم استخدامه في غرفة العمليات، غرفة التحكم في الطائرة، غرفة التحكم في القطار، إلخ. وفي الواقع فإن أساس هذا النظام هو الإنسان؛ أي أن النظام يقوم بتحليل نمط سلوك الشخص وإيقاظه في حالة النعاس.
*محاكاة مسار المشي بنظام الزيارة الافتراضية
يهتم الكثير من عشاق الإمام الحسين عليه السلام بموكب الأربعين؛ لكن ليس لديهم القدرة على المشاركة، ولهذا السبب تمكن الباحثون من تصميم نظام يسمح للراغبين بالمشاركة في زيارة الأربعين افتراضيا.
في السياق أوضح علي صالح بور، الرئيس التنفيذي لشركة معرفية، لوكالة أنباء آنا للعلوم والتكنولوجيا: إن هذا النظام مصمم للزوار الذين لا يستطيعون المشاركة في هذه المراسم المقتدرة بسبب العديد من المشاكل.
وبين أن مسار المشي بأكمله يتم محاكاته بالواقع الافتراضي للزوار، وقال: يمكن للناس أداء فريضة الزيارة افتراضيًا باستخدام الهواتف المحمولة والنظارات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وفي إشارة إلى هدف إنشاء نظام زيارة افتراضي، أوضح صالح بور: في كل عام، هناك قيود كثيرة لحضور مراسم الأربعين، بما في ذلك القيود المادية والزمنية والمالية. ولذلك، حاولنا تصميم هذا النظام حتى يتمكن الناس من الزيارة.
*تجربة المشي في زيارة الأربعين بواسطة التقنيات
ومع تقدم التكنولوجيا، يختبر زوار الأربعين مرافق وخدمات كانت تبدو مستحيلة من قبل. حيث يمكن للزوار الوصول بسهولة إلى المعلومات المهمة مثل خرائط مرقد الإمام الحسين (ع)، وتوفير الوقت لخدمات مثل الحصول على التأشيرات وحجز الفنادق، والحصول على أحدث المعلومات حول برامج وفعاليات زيارة الأربعين عبر الإنترنت من خلال الهواتف المحمولة والتطبيقات المختلفة ومتابعة الشبكات الاجتماعية.
كما أنه يمكن باستخدام الواقع المعزز، سماع المزيد من القصص والتعليقات حول المزارات والأضرحة، وعرض الصور ومقاطع الفيديو الحية، وحتى التواصل مع الحجاج الآخرين عبر الإنترنت. هذه الإنجازات هي أمثلة على كافة المنتجات المعرفية في مجال تقديم الخدمات لزوار الأربعين.