"فايننشال تايمز": "بريكس" بأعضائها الجدد وضعت مجموعة السبع في الظل
أفادت وکالة آنا الإخباریة، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، في مقال، أنّ القرار الذي اتُخذ بتوسيع كتلة "بريكس" بإضافة 6 دول جديدة، يُمثّل بالنسبة إلى الصين "محاولة لتصحيح الأخطاء المتصورة لنظام عالمي يحابي الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة".
وأضاف المقال أنّ التحرّك لإضافة 6 دول إلى الأعضاء الخمسة في "بريكس"، "يخلق مجموعة ذات حجم وتأثير مثير للإعجاب". فبعد عقود من هيمنة العالم الغربي على المؤسسات العالمية، تحاول الصين بناء نادٍ من شأنه، وفقاً لبعض مقاييس القوة الاقتصادية، أن "يقلب العالم رأساً على عقب".
وأشار في السياق، إلى أنّ حجم المجموعة الجديدة المكوّنة من 11 دولة "يضع مجموعة السبع في الظل"، بحيث ستُشكّل هذه المجموعة 47% من سكان العالم و37% من الناتج المحلي الإجمالي.
في حين أنّه باستثناء الاتحاد الأوروبي - المصنّف كعضو "غير معدد" في مجموعة السبع - تُمثّل مجموعة الديمقراطيات المتقدمة 7.9% فقط من سكان العالم و8.29% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، محسوبة على أساس تعادل القوة الشرائية.
وبحسب المقال، تمتلك مجموعة "بريكس" الجديدة أيضاً "حصة الأسد" من احتياطيات النفط والغاز في العالم، فضلاً عن هبة ضخمة من الموارد الطبيعية الأخرى.
وبناءً على ذلك، "تأمل الصين في أن يعطيها كل هذا الثقل الذي سعت إليه منذ فترة طويلة لإصلاح الطريقة التي يعمل بها العالم"، وفق المقال.
في هذا الخصوص، قالت هيلينا ليغاردا، المحللة الرئيسية في مؤسسة "Merics" للدراسات الصينية، إنّ "بكين كانت ناجحة كما يبدو بشكل خاص في تشكيل جدول الأعمال ومناقشات بريكس هذا العام، فالكثير من اللغة في إعلان القادة تعكس المواقف الصينية".
وعقّب المقال قائلاً إنّه "كان هناك نداء متكرّر في إعلان مجموعة بريكس يدعو إلى إصلاح المؤسسات الدولية لإعطاء مزيد من السلطة للبلدان النامية، بحيث كان أحد هذه المطالب هو إصلاح شامل لمؤسسات بريتون وودز والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي".
كما حثّ الإعلان على إصلاح شامل للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنّ الإصلاحات المطلوبة يجب أن تشمل مجلس الأمن، والذي يجب أن "يزيد تمثيل الدول النامية".
ولفت المقال إلى أنّ هذه المجموعة من الإصلاحات، إذا تحقّقت، لا بدّ أن تأتي إلى حد كبير على حساب نفوذ بعض البلدان المتقدمة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة. ولهذا السبب، أثارت هذه المطالب مقاومة كبيرة من بلدان مجموعة السبعة الكبار (G7) وغيرها في العالم المتقدم.
وخلُص المقال إلى أنّ "التجمّع الموسّع في بريكس يُمثّل الكتلة الأكثر نفوذاً التي أنتجها العالم النامي على الإطلاق"، مضيفاً أنّ هناك شعوراً بأنه بعد عقود من قبول قواعد الغرب، فإنّ عصر "الجنوب العالمي قد بزغ، وقد يكون هذا الشعور كافياً لإعطائها قوة جذب".
وانضمّت، أمس الخميس، 6 دول كأعضاء كاملي العضوية إلى مجموعة "بريكس"، هي الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات.
وفي بيانها الختامي، والذي جاء في 26 صفحة، عبر 7 محاور، تناولت الاقتصاد والسياسة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى محورٍ متعلّق بإعلان قمّة جوهانسبرغ، تطرّقت مجموعة "بريكس" إلى القضايا والإشكالات العالمية، بصوتٍ أكثر وضوحاً، يحمل رؤيةً ومطالبةً بدورٍ عالمي أكبر.
وأعرب قادة مجموعة "بريكس" في بيانهم الختامي عن قلقهم بشأن استخدام التدابير الأحادية الجانب التي تؤثر سلباً على الدول النامية. وأيّد القادة إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، من أجل إضفاء المزيد من الديمقراطية والفعالية على المنظمة.
وتسعى مجموعة "بريكس" المكوّنة من (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) إلى منافسة مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة)، وتعدّ هذه ثاني أخطر محاولة للمنافسة منذ تشكيل "بريكس" في العام 2009، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
ودفعت خطوة "بريكس" الإعلام الغربي ومؤسّساته إلى التركيز على الحدث، بحيث عدّ تقريرٌ نشره "معهد الولايات المتحدة للسلام" الأميركي، "بريكس" "ثِقلاً موازناً قوياً للنفوذ الغربي، وتهدف إلى ذلك، في الوقت الذي يوجد إجماعٌ ناشئ على أنّ النظام الدولي لا يعمل، وأنّ هناك حاجة إلى نظامٍ جديد"، في إشارةٍ واضحة إلى قوة دول المجموعة وأهميتها، وما يمكن أن تنتجه طموحاتها ومطالبها على المستوى العالمي.
كما أضاءت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية على حدث توسيع "بريكس"، مُشيرةً إلى أنّه "يمنح المجموعة، على نطاقٍ أوسع، مزيداً مِن الثِقل المالي"، كما يُعزّز "دورها بديلاً جيوسياسياً من المنتديات الاقتصادية التي يقودها الغرب".
وأثارت الصحيفة، في تقريرٍ نشرته الخميس، أنّ خطوة التوسع الذي أنجحته المجموعة "يغذي المخاوف بشأن الانقسام العالمي المتزايد". وفي وقت سابق اليوم، رأى موقع "UnHerd"، أنّه "ينبغي على الغرب أن يقلق من توسّع مجموعة بريكس"، مشيراً الى المسائل الاقتصادية الجديدة التي يطرحها "بريكس".