قمر «كوثر 1.5».. مهمة مزدوجة للرصد البيئي وإنترنت الأشياء
أفادت وکالة آنا الإخباریة، أعلنت منظمة الفضاء الإيرانية عن إطلاق ثلاثة أقمار صناعية اليوم الأحد بواسطة صاروخ «سويوز» من قاعدة فوستوتشني الروسية، من بينها القمر الصناعي «كوثر»، في نسخته المطوّرة «كوثر 1.5»، التي تُعد النموذج الأولي الثاني الذي طوّرته شركة «أُميد فَضا» المعرفية.
ويُعد «كوثر 1.5» ثالث قمر صناعي تبنيه الشركة، وقد جرى تصميمه عبر دمج قدرات القمرين السابقين «كوثر» و«هدهد»، مع إدخال تحسينات جوهرية على مهام مراقبة الأرض والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وفق معايير الأقمار المكعّبة المتقدمة.
وقال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، حسن سالارية، إن من أبرز مزايا القمر قدرته على التصوير بدقة تصل إلى نحو أربعة أمتار، لافتاً إلى أنه صُمّم وصُنّع بالكامل بواسطة القطاع الخاص الإيراني. وأضاف أن إنجاز هذا القمر خلال أقل من عام على إطلاق النسخة الأولى يعكس سرعة التطوير وجاهزية الشركات المعرفية في قطاع الفضاء.
من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «أُميد فَضا»، حسين شهرابي فراهاني، أن نتائج تقييم الإطلاقات السابقة أظهرت نجاحاً شبه كامل لقمر «هدهد»، مقابل إنجاز «كوثر» لنحو نصف المهام المخطط لها، مؤكداً أن النسخة المطوّرة تجمع بين مهمتي القمرين وتُنفّذ مهام الاستشعار عن بُعد وإنترنت الأشياء.
وأشار فراهاني إلى أن التحسينات التقنية لم تؤثر على وزن القمر، إذ يبلغ وزنه نحو 35 كيلوغراماً، ويصل إلى قرابة 50 كيلوغراماً مع الملحقات، على أن يُوضع في مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع 500 كيلومتر.
خصائص تقنية ومجالات استخدام:
يدمج «كوثر 1.5» حمولات تصوير في أطياف RGB وNIR، إلى جانب وحدة اتصال لإنترنت الأشياء (IoT)، ما يتيح التصوير المكاني وجمع بيانات أجهزة الاستشعار الأرضية في وقت واحد. ويمنح هذا التصميم ثنائي الغرض القمرَ قدرة على خدمة الرصد البيئي ودعم البنى التحتية الذكية.
كما صُمّم القمر لتطبيقات مدنية وتجارية تشمل الزراعة الدقيقة، وإدارة الموارد المائية، وحماية البيئة، ومراقبة الأراضي، مع وضعه في مدار أرضي منخفض (LEO).
وفي الجانب الهندسي، خضع هيكل القمر لتحليل حراري دقيق لضمان عدم تأثر الكاميرات بالتغيرات الحرارية الحادة في المدار، مع الاعتماد على الطلاءات الحرارية متعددة الطبقات (MLI) والمشعات السلبية. أما في الاتصالات، فيستخدم «كوثر» روابط بيانات عالية السرعة لنقل كميات كبيرة من الصور إلى الأرض، ما يعزّز جدواه الاقتصادية وخدماته المعتمدة على البيانات.