الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة لرعاية كبار السن
أفادت وکالة آنا الإخباریة، بحث فريقٌ من الباحثين في دراسة علمية حديثة الدور الذي يمكن أن تؤديه تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة صحة كبار السن، وحرصوا على تقديم صورة واضحة عن الاستخدامات المتعددة لهذه التكنولوجيا في دعم حياة كبار السن وتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
ويأتي هذا الاهتمام في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً ملحوظاً في عدد كبار السن، ما يجعل مسألة الرعاية الصحية لهذه الفئة إحدى أبرز تحديات الأنظمة الصحية. فكبار السن غالباً ما يواجهون أمراضاً مزمنة، أو يحتاجون إلى رعاية مستمرة، أو يعانون من قيود حركية ومعرفية، إضافة إلى تحديات نفسية مثل العزلة والاكتئاب. هذه العوامل تجعل من الضروري البحث عن حلول مبتكرة تُسهّل عملية المتابعة وتُحسّن نوعية حياتهم.
وقد أسهمت التقنيات الحديثة خلال السنوات الماضية في تطوير خدمات الرعاية، مثل الأجهزة القابلة للارتداء، وتطبيقات الصحة، وأنظمة المراقبة عن بُعد. ومع ذلك، يبرز الذكاء الاصطناعي كتكنولوجيا محورية قادرة على تحليل البيانات والتنبؤ بالحالات الصحية قبل تفاقمها، مما يمنح الأطقم الطبية والأسر أدوات فعّالة للوقاية والرعاية.
وفي هذا السياق، أجرى وحيد شرفي من قسم الإدارة بجامعة حضرت معصومة (س) بالتعاون مع باحثين من جامعة إيلام دراسة موسّعة هدفت إلى استعراض قدرات الذكاء الاصطناعي في التخطيط الصحي وإدارة الأمراض المزمنة وتعزيز جودة حياة كبار السن. واعتمد الباحثون على تحليل منهجي لعدد كبير من الدراسات السابقة، مستخدمين برامج متخصصة لتكويد البيانات واستخلاص المؤشرات العلمية.
وأظهرت نتائج التحليل تحديد 21 مفهوماً رئيسياً ضمن ثمانية محاور كبرى تشمل:
• التنبؤ والوقاية من الأمراض،
• إدارة الأمراض المزمنة،
• تنظيم الأدوية،
• تطوير بيئات منزلية ذكية للمراقبة،
• التواصل الافتراضي مع الأطباء،
• أنظمة مساعدة ذكية داخل المركبات،
• إدارة الخدمات الصحية،
• الدعم النفسي.
وتشير هذه المحاور إلى أن دور الذكاء الاصطناعي يتجاوز كونه أداة تقنية ليصبح منظومة دعم متكاملة تغطي مختلف الجوانب الصحية والاجتماعية لكبار السن. كما بيّن الباحثون أن خوارزميات التعلم الآلي قادرة على تحليل البيانات الطبية لكبار السن واكتشاف الأنماط غير الطبيعية، وهو ما يساعد في التشخيص المبكر، وضبط الأدوية، ووضع خطط فعّالة للوقاية.
كذلك يمكن للروبوتات الذكية مساعدة كبار السن في المهام اليومية، فيما تتيح تطبيقات الصحة إمكانية متابعة الحالة الصحية بشكل شخصي ومباشر. وفي ختام الدراسة، شدّد الباحثون على ضرورة الاهتمام بأمن البيانات، وتعزيز التعاون بين فرق الرعاية، وتطوير أدوات تدريبية تساعد كبار السن على استخدام هذه التقنيات بفاعلية.